توم حرب : الحرب في غزة مستمرة حتى استسلام “حماس” وتزايد الضغوط على نبيه بري في لبنان

حول الحرب في غزة ومصير حماس ومستقبل لبنان

بقلم بلال مهدي – خاص بوابة بيروت

في ظل الحرب الدموية التي تلقي بظلالها على الشرق الأوسط، تبرز التصريحات والتحليلات حول النزاعات المستمرة وتأثيرها على مستقبل المنطقة. توم حرب، مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديمقراطية، يسلط الضوء على مستجدات الحرب في غزة وتأثيرها على الوضع السياسي في لبنان. حيث يؤكد أن الصراع سيستمر حتى استسلام حركة “حماس” بشكل كامل، بينما تتزايد الضغوط الدولية على القوى السياسية اللبنانية، وخاصةً على نبيه بري.

فقد أكد توم حرب، أن الحرب في غزة ستستمر حتى استسلام حركة حماس بشكل كامل. وقال حرب : “من الصعب توقع كيفية استسلام حماس، أو من هم القيادات القادرة على إصدار أوامر الاستسلام، نظرًا لوجود عدة أجنحة “برزة” داخل حركة حماس بعد اغتيال يحيى السنوار، في حين كل طرف يعتبر نفسه الممثل الشرعي لحماس”.

وأضاف حرب في حديث خاص لـ”بواية بيروت” : “لا شك أن هناك خلافات كبيرة داخل الحركة بين القيادات من الدرجة الثانية والثالثة، لكن السيناريو المتوقع قد يتغير بعد الانتخابات الأميركية القادمة. ففي حال فوز الرئيس دونالد ترامب، قد يدعو لعقد إجتماع للدول العربية التي تثق بدورها بإدارة ترامب لملفات الشرق الأوسط، بهدف لتشكيل جيش عربي يتولى مهمة دخول غزة واستلام المنطقة، مع وضع خطة أمنية بعيدًا عن سيطرة حماس أو أي مرجعية لها صلة بالإرهاب”.

مساعدات إنسانية للبنان وضغوطات على نبيه بري

وفيما يتعلق بموقف أعضاء الكونغرس الأميركي من الوضع في لبنان، أوضح حرب أن هناك دعمًا للمساعدات الإنسانية، وقال: “المساعدات الإنسانية للبنان أمر إيجابي دون شك، لكن التنديد بمواقف نبيه بري أصبح واضحًا، فهو حليف لحزب الله الذي يعتبر منظمة إرهابية”.

وتابع حرب: “نبيه بري يلعب دورًا مزدوجًا، فمن جهة هو رئيس مجلس النواب، ومن جهة أخرى حليف لمنظمة إرهابية “يتفاخر” بالقتال إلى جانبها، هذا التناقض يضعه في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، وخصوصًا الولايات المتحدة. فالضغوطات تتزايد، وقد يتم فرض عقوبات عليه قريبًا. هناك مشروع قُدم للكونغرس الأميركي لفرض شروط على الجيش اللبناني بفك ارتباطه مع مجموعات مثل “حركة أمل”، نظرًا لتورطها مع “حزب الله”.

انتخاب رئيس للجمهورية وتنفيذ القرار ١٥٥٩

وعن أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، قال حرب : “الطريق السليم لحل الأزمة اللبنانية يبدأ بإعلان حالة الطوارئ من قبل الحكومة واستلام الجيش اللبناني زمام الأمور في البلاد وفرض وقف إطلاق النار على جماعة “حزب الله” وباقي الفصائل المسلحة. والبدء بتنفيذ القرار ١٥٥٩ لاستعادة سيادة لبنان، ويشمل ذلك تسلم الجيش اللبناني للمرافق الحيوية مثل مطار رفيق الحريري الدولي وميناء بيروت وباقي المرافء البحرية والبرية”.

وأكد حرب أن هذه الإجراءات من شأنها فك اي ارتباط اذا وجد مع “حزب الله” والسيطرة على المرافق التي ما زالت تحت نفوذه، مشيرًا إلى أن “استعادة المؤسسات ومنع المظاهر المسلحة في المناطق يجب أن تتم وفقًا للقرار ١٥٥٩”.

إصلاح النظام الانتخابي في لبنان

واختتم حرب حديثه بالقول: “من الضروري أن تُجرى انتخابات نيابية لبنانية جديدة وفق نظام “الصوت الواحد”، ما سيحد من هيمنة الأحزاب الكبرى مثل “حزب الله” و”حركة أمل”. بالتالي يجب أن يُمنح كل مواطن الحق في التعبير عن رأيه داخل دوائر انتخابية صغيرة، وهذا سيساهم في اختيار رئيس جمهورية يعبر عن إرادة الشعب اللبناني، مع إضعاف نفوذ “حزب الله” وتوسيع دور الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن والاستقرار”.

ما بعد الحرب

يمثل الوضع في غزة ولبنان تحديات معقدة تتطلب استجابة دولية فاعلة تتجاوز الدعم الإنساني. يتضح من تصريحات توم حرب أن تحقيق الإستقرار يتطلب إجراءات جذرية، بدءًا من انتخابات نزيهة تصلح النظام السياسي اللبناني إلى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية” ١٥٥٩ – ١٧٠١” التي تهدف إلى استعادة السيادة.

إن تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية يعد أمرًا ملحًا، خاصةً في ظل الحرب القائمة، مما يضع مستقبل لبنان في كفة الميزان.

اخترنا لك