إلى أصحاب القرار…

بقلم محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي
@Cho82247Chouaib

إن اللحظة التي نعيشها اليوم هي لحظة تاريخية تتطلب الحكمة والشجاعة في اتخاذ القرارات التي تحمي ما تبقى من الوطن وتنقذ أرواح الأبرياء.

إن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي كان ولا يزال يشكل فرصة حقيقية لإرساء سلام نسبي وحماية المدنيين على طول الحدود الجنوبية، وهو اليوم أكثر من أي وقت مضى يُمثل الأمل في وقف المأساة الإنسانية التي تتكرر على أرضنا.

لقد تحمل الشعب اللبناني الكثير، من النزوح إلى فقدان الأمان وانعدام الاستقرار. لكن مع تفعيل القرار 1701 بمشاركة فعلية من كل الأطراف، يمكن أن نضع حدًا لمعاناة النازحين ونعيدهم إلى منازلهم بكرامة.

هذه العودة ليست مجرد استعادة للبيوت، بل هي استعادة لكرامة الوطن والمواطن، الذي يجب أن يعود إلى كنف دولة قوية وعادلة قادرة على حمايته وتأمين حقوقه.

ومن هذا المنطلق، فإن إعادة إحياء دور الدولة اللبنانية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية يملك رؤية إصلاحية، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. رئيس يعمل جنبًا إلى جنب مع حكومة من الاختصاصيين، الذين يمتلكون الكفاءة والقدرة على إدارة الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد، بروح من المسؤولية والوطنية.

كما أن هذا النهج الإصلاحي لن ينجح إلا في إطار محيطنا العربي، تحت مظلة جامعة الدول العربية، التي يجب أن تكون الحاضنة والداعمة لهذا الحل الوطني.

إن انفتاح لبنان على دول الجوار واعتماده سياسة الحياد الإيجابي هو السبيل الوحيد لاستعادة الثقة داخليًا وخارجيًا. الحياد الإيجابي، الذي يتيح للبنان أن يكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، دون الانغماس في صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

إن مسؤوليتكم اليوم أمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة كبيرة، فنحن أمام مفترق طرق. إما أن نختار سبيل السلام والاستقرار عبر الالتزام الكامل بالقرار 1701 وتفعيل دور الدولة، وإما أن نترك وطننا يغرق في دوامة الفوضى والنزاعات.

لكم القرار، ولكم التاريخ.

اخترنا لك