اعتذار عباس للإسرائيليين.. اعتذار الضحية لمغتصبها
شنَّ الكاتب “جدعون ليفي”، في مقال له بصحيفة هآرتس، هجومًا على رفض المسئولين الإسرائيليين اعتذار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد تصريحاته ضد اليهود خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، معتبرًا أن اعتذار “قائد الشعب الفلسطيني” على جملة “تعيسة” تفوّه بها يشبه اعتذار “المسروق لسارقه، والضحية لمغتصبها، والقتيل لقاتله” رغم أن “المحتل” الإسرائيلي، طبقًا لوصف الكاتب، لم يفكر ولو مرة في الاعتذار رغم سياسات التطهير العِرقي، وتدمير مئات القرى الفلسطينية، وترحيل مئات الآلاف من أصحابها، وزيادة رقعة الاستيطان وقتل الكثير من الفلسطينيين.
وأضاف ليفي أن الإسرائيليين يستغلون بطاقة “معاداة السامية” كذريعة للتغطية على كل أفعالهم، منتقدًا الهجوم الذي شنّه مسئولون عالميون بالاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ضد “أبو مازن” في الوقت الذي يلتزم الجميع الصمت الكامل تجاه أي تحريض من جانب الإسرائيليين، بحسب للكاتب.
حصر حق تقرير إعلان الحرب على “نتنياهو” و”ليبرمان” يُنذِرُ بكارثة
على خلفية التعديل الجديد الذي أُدخِلَ على البند القانوني الخاص بــ “من يستطيع اتخاذ قرار الحرب أو إجراء هجمات عسكرية”، تناول كلٌّ من الخبير القانوني الدولي “جلعاد شير” والباحث “جل بيرل فينكل” القانون، وأوضح أنه في الأساس يقضي بأن قرار الحرب يجب اتخاذه بموافقة جميع وزراء الحكومة الإسرائيلية، ثم الاحتكام للجنة الأمن في الكنيست، غير أن المشروع الحالي يُقَلِّص عدد متخذي قرار الحرب إلى المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت” أو رئيس الحكومة ووزير الدفاع فقط، وهو ما يراه “شير” و”فينكل” غير مناسب.
وأشار الباحثان بمركز أبحاث الأمن القومي إلى أن اقتصار اتخاذ قرار الدخول في حرب على رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وهما في الوقت الحالي بنيامين نتنياهو وأفيجدور ليبرمان، ينذر بنشوب حرب بعد تصريحاتهم النارية حيال إيران، موضَّحَيْن أن قانونًا كهذا ليس له مثيل في أي من دول الغرب الديمقراطية، حيث يفتقد للتوازن وتعددية وجهات النظر، كما يُفَنِّدُ القاعدة الثابتة بأنَّ الحرب هي عملية عسكرية تتطلب دعمًا وشرعية داخلية وخارجية.
عرض نتنياهو “الطفولي والممل” لن يغير من رأي قادة العالم
قلّل الكاتب “عقيفا ألدر” من أهمية عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما أسماه بأسرار الملف النووي الإيراني على الهواء، وذلك بعد دعوة جميع وسائل الإعلام العالمية والإسرائيلية، متسائلاً: “هل العرض الطفولي والممل لنتنياهو سيجذب الأعين ويقنع قادة أوربا وروسيا والصين بإلقاء الاتفاق النووي الذي انعقد مع إيران إلى سلة المهملات؟”، مؤكدًا أن رئيس الحكومة فعل ذلك لإلهاء عقول الإسرائيليين عن التحقيقات التي تحيط به وزوجته، كما أن “اكتشافاته الجديدة” التي عرضها توضح أن الأمر ليس على ما يرام، على عكس ما حاول إبرازه.
وأشار ألدِر في موقع “المونيتور” إلى أن رئيس الحكومة انشغل بهذا العرض الممل عن الاعتذار لعرب منطقة “بني سخنين” بعد أن أهانهم علنًا عبر صفحته الرسمية على “الفيس بوك” بناءً على خبر كاذب ورد في القناة السابعة، يفيد بأن مشجعي فريق “بني سخنين” لكرة القدم أطلقوا صافرات الاستهجان خلال وقوف اللاعبين دقيقة حداد على روح ضحايا الفيضانات والسيول في جنوب إسرائيل، وأضاف أن “نتنياهو” لم يعتذر لأنه يعتقد أن كل شيء سيكون على ما يرام كما اعتقد سابقوه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية.
اتحاد أحزاب اليسار يستطيع هزيمة “نتنياهو”
قالت الكاتبة “تسفيا جرينفيلد” إنها تشعر بالإحباط جراء ضعف أحزاب المعارضة اليسارية في مواجهة الأحزاب اليمينية التي تشكل ائتلاف الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة الليكود، وذَكَّرَت القراء بمشاهد سياسية عدة تُبرهن على أن بعض أحزاب اليسار في السنوات الأخيرة باتت تسعى لائتلاف الحكومة “اليمينية”؛ ما يمثل “خيانة” للمصوّتين لهم.
وانتقدت “جرينفيلد” في مقالٍ لها تحت عنوان: “فقط يسار متحد سيهزم نتنياهو” بصحيفة هاأرتس، استقالة بعض الأعضاء البارزين من أحزابهم اليسارية وتشكيل أحزاب جديدة وصغيرة يرأسونها، موضحة أن هذه الخطوات من شأنها تفتيت الأصوات وشرذمتها بين أحزاب عدة؛ ما قد يؤدي لعدم حصول الكثير من الأحزاب على مقاعد بالكنيست لعدم إحرازهم الحد الأدنى من الأصوات التي تؤهلهم لذلك.
المحكمة الإسرائيلية تنتفض ضد شاعرة مغمورة وتتجاهل تحريضات نتنياهو!
انتقدت صحيفة هاأرتس في افتتاحيتها، إدانة محكمة الصلح في الناصرة للشاعرة العربية الإسرائيلية “دارين طاطور” بــ”التحريض على العنف ودعم منظمة إرهابية”، على خلفية قصيدة لها عنوانها: “قاوم يا شعبي.. قاوم”، موضحةً أن تلك الإدانة تُبرِز فقر الديمقراطية الإسرائيلية، كما تؤكد سعي النظام الحاكم لتكميم الأفواه وتجريم الشعر والفنون.
وفي السياق أشارت الصحيفة إلى أن المحكمة الإسرائيلية تأثرت بالتوجهات التحريضية التي تبثها الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي شكّك في ولاء المواطنين العرب في الانتخابات الأخيرة، وقَذْفُه “كذبًا” لفريق كرة القدم العربي أبناء سخنين، منتقدة إيلاء القضاة اهتمامًا لتفسير الشعر، واتفقت الصحيفة ضمنيًّا مع تأكيد “طاطور” بأن الديمقراطية في الدولة تخدم اليهود فقط دون غيرهم، موضحة أن إسرائيل تقف صامتةً أمام تحريض “نتنياهو” العلني والأكثر رواجًا، بينما تقرر الاعتقال وفرض الإقامة الجبرية على شاعرة مغمورة!
ومضت “هاأرتس” في عرض عددٍ من الوقائع التي توضح العنصرية والتحريض ضد عرب الداخل على لسان الشاعرة في المحكمة، مثل هتافات الموت للعرب، مشيرة إلى الصرخة التي أطلقها والدها بين جدران المحكمة اعتراضًا على إدانة المحكمة لابنته، ورأت الصحيفة أن صرخة “طاطور الأب” يجب أن تدوّي في بيت كل إسرائيلي، وأوردت الصحيفة ذاتها كاريكاتيرًا أوضحت من خلاله أن “نتنياهو” يشكّل الديمقراطية في الدولة، طبقًا لرغباته وأهوائه الشخصية.
مواجهة إسرائيلية – إيرانية مرتقبة
في إطار الأزمة التي يشهدها الملف النووي الإيراني وتداعيات توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، أوضح الكاتب “يونان بن مناحم” في مقال له بموقع “المركز الأورشليمي لشئون الجمهور والدولة” أن معظم المعلقين السياسيين والجنرالات المتقاعدين يرون أن هناك مواجهة إسرائيلية – إيرانية قادمة لا محالة داخل سوريا، معتقدين أن شرارة المواجهة ستكون القرار المنتظر للرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران.
وأشار الكاتب إلى أن ذلك يرجع لسببين رئيسين: أولهما مهاجمة وحدة الطائرات بدون طيار الإيرانية في مطار T-4 السوري، والتي قُتل فيها سبعة من الحرس الثوري الإيراني، وثانيهما تفجير مستودع أسلحة كبير في منطقة حماة يحوي 200 صاروخ أرض – أرض لمهاجمة إسرائيل ردًّا على الهجوم الذي وقع في مطار T-4، إذ يمارس الحرس الثوري الإيراني ضغوطًا على القيادة الإيرانية للرد عسكريًّا ضد إسرائيل من أجل الحفاظ على مكانة إيران في سوريا والشرق الأوسط.
ورأى الكاتب أن إيران تنتظر التوقيت الأفضل بالنسبة لها للرد عسكريًّا على إسرائيل، وإننا فقط في المراحل الأولى من المواجهة المرتقبة، معتقدًا أن الإيرانيين يخططون لمواصلة بناء منشآت وقواعد عسكرية في سوريا وتقديمهم أسلحة متطورة، وبالطبع إسرائيل مصممة على منع ذلك.
كيف يمكن التصديق بأن إيران غير نووية ؟ !
وفي نفس السياق، ردت “الدكتورة إميلي لاندو” في مقال لها، نشرته صحيفة يدعوت أحرنوت، على الافتراضات التي تدّعي أن إيران لم تصبح دولة نووية بعد، مشيرةً إلى أن الرغبة الإيرانية في الوصول إلى التكنولوجيا النووية بدأت منذ الحرب العالمية الثانية، وقد جرى تلقي الاستشارات من كلٍّ من روسيا وكوريا الشمالية وباكستان، كما أنه وبشكل عام فإن البلدان الصغيرة فعلت ذلك القرن الماضي في وقت أقل بكثير، ولذلك اعتبرت الحديث عن عدم وصول طهران للتكنولوجيا النووية أمرًا غير مقبول.
وأضافت الكاتبة أنه كان هناك تعاون بشكل وثيق مع كوريا الشمالية على مر السنين في المجال النووي؛ إذ أرسلت كوريا الشمالية خبراء نوويين إلى إيران بمشاركة برمجيات نووية، وحضر وفد من العلماء الإيرانيين تجربة نووية واحدة على الأقل من قِبل كوريا الشمالية في فبراير 2013.
وأوضحت أنه حتى اليوم لا يعرف أحد على وجه اليقين ما الوضع النووي الذي تطمح إليه إيران؟ ومتى تنوي الوصول إليه؟ وهل تسعى إلى ترسانة كاملة من الأسلحة النووية أم أنها ستبقى في وضع تكون فيه جميع المكونات جاهزة، منتظرةً فقط قرارًا سياسيًّا بتجميعها في قنابل؟
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إنه يجب على العالم أن يحرص على أن تكون إيران في مرحلة ما قبل القنبلة، مؤكدةً أن هذا هو الوقت المناسب للتصرف بشكل أكثر تصميمًا لوقف “الطموحات الإيرانية النووية”.
نتنياهو يسعى لترسيخ الحاجة لزعيم قوي.. هناك ما هو أهم من الملف الإيراني !
وفي المقابل، انتقد الكاتب “عكيفا إيلدر” في مقال له بموقع “المونيتور”، رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو؛ بسبب اهتمامه المبالغ فيه بالملف الإيراني، إذ يعتقد الكاتب أن إسرائيل ليست في حاجة لمشاكل إضافية؛ إذ يكفيها ما هي فيه من أزمات، وأرجع الكاتب هذا الاهتمام على الأجندة الأمنية وتعظيم خطورة إيران، إلى رغبة اليمين المتمثل في “نتنياهو” نفسه لترسيخ الحاجة لزعيم قوي؛ وبالطبع لن يجد أفضل من ملف طهران لدعم موقفه.
ورأى الكاتب أن هناك عدة مشاكل تستوجب الاهتمام بشكل أكبر في تل أبيب، مثل قضية وضع التعليم، ففي الوقت الذي لا يضيع فيه رئيس الوزراء فرصة للتفاخر بنجاح التكنولوجيا الإسرائيلية العالية؛ فإن إحصائية لمعهد أهرون تشير إلى أن إسرائيل متخلفة عن العالم من حيث الأداء والكفاءة منذ ما يقرب من عِقدين، حيث جرى تصنيف الطلاب الإسرائيليين في المركز الأربعين لاختبارات PISA، وهو معيار لقياس جودة الأنظمة التعليمية في البلدان المختلفة؛ ما يؤكد على وجود مشكلة حقيقية في النظام التعليمي.