أحيا البابا فرنسيس في أبوظبي قداسا تاريخيا في ملعب لكرة القدم الثلاثاء، هو الأول لحبر أعظم في شبه الجزيرة العربية، بمشاركة عشرات آلاف المقيمين الأجانب.
وبدأ القداس بعيد وصول البابا في سيارة بيضاء مكشوفة إلى موقع الحدث في مدينة زايد الرياضية، حيث حيا المصلين الذين رفعوا أعلام الفاتيكان، بينما كان حراس يرتدون بدلات سوداء يسيرون بجانب سيارته.
وتعالت صيحات آلاف الحاضرين، الآتين من دول أسيوية خصوصا، هاتفين اسم البابا فرحا بوصول الحبر الأعظم لدى دخول سيارته إلى أرض الملعب، قبل أن تنسحب منه بعد جولة قصيرة ويصعد البابا إلى المذبح الأبيض الضخم أمام المدرجات المكتظة بالحشود الغفيرة، يتوسّطه صليب عملاق.
وهذه أول مرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي الست واليمن، يحيي فيها حبر أعظم قدّاسا.
وذكر شخص في فريق المنظمين عبر مبكرات الصوت أن أعداد المصلين الحاضرين بلغ 50 ألفا داخل الملعب و120 ألفا خارجه، وهو أكبر تجمع بشري في تاريخ دولة الإمارات، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إماراتية محلية.
وكان المنظمون أعلنوا قبل القدّاس أن عدد التذاكر يبلغ 135 ألفا.
ومن بين الحاضرين، نحو أربعة آلاف مسلم أتوا لمشاهدة البابا، بحسب مصادر كنسية محلية.
ونُقل المصلون مجانا في ألفي حافلة من مدنهم المختلفة في الدولة الخليجية، إلى مدينة زايد الرياضية في العاصمة.
وغادر البابا الإمارات بعد القداس، في ختام زيارة بدأت مساء الأحد.
ويقيم في الخليج أكثر من 3.5 مليون مسيحي، بينهم 75 في المئة من الكاثوليك، غالبيتهم عمّال من الفيليبين والهند.
ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، وهو العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى المجاورة (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).
وقال البابا في عظة ألقاها بالإيطالية في ملعب كرة القدم “من المؤكّد أنه ليس سهلاً بالنسبة لكم أن تعيشوا بعيدا عن البيت وأن تشعروا ربما … بمستقبل غير أكيد. لكنّ الربّ… لا يترك” المؤمنين به.
وتابع “أنتم جوقة تتضمن تنوع جنسيات ولغات، تنوعا يحبه الروح القدس ويريد على الدوام أن ينسقه ليصنع منه سمفونية”.
وكان البابا دعا الاثنين في ثاني أيام زيارته، إلى حماية “الحرية الدينية” في الشرق الأوسط، ووقف الحروب خصوصا في اليمن، متحدثا أمام رجال دين وسياسيين في مؤتمر حول الأديان.
وطالب الحبر الأعظم بحق المواطنة نفسه لجميع سكان المنطقة التي شهدت في السنوات الاخيرة تصاعدا في وتيرة العنف والتعصب مع ظهور تنظيمات متطرفة في مقدمها تنظيم داعش.