قامت شركة غوغل بحذف لعبة “الدفاع المقدّس” التي أطلقها حزب الله اللبناني من على متجرها بعد نشر تحقيق مطوّل، يتناول اللعبة وعلاقتها بحزب الله من قبل مجلة “فوربس” الأميركية.
وتعكس اللعبة تجربة حزب الله القتالية في سوريا والتي تبدأ بدخول المُستخدم (بطل اللعبة) إلى مقام السيدة زينب لزيارته، ثم يتحوّل إلى مقاتل يشارك في الحرب.
ووضع التقرير هذه اللعبة ضمن ما سماه “البروباغندا” الإعلامية التي يستخدمها الحزب في عدة مجالات بغية تلميع صورته وتحقيق أهدافه. واعتبر التحقيق أن هذا الأمر يعدّ سابقة لقيام منظمة أو حزب تصنّفه الولايات المتحدة الأميركية “إرهابيا” بتطوير لعبة ورفعها على متجر غوغل.
ولفت تحقيق “فوربس” إلى أن الحزب المصنّف إرهابيا في الولايات المتحدة الأميركية يستخدم المنصات الإلكترونية الأميركية لنشر دعايته، وهو ما أثار استهجان كاتبه توماس بروستر الذي قال إن “لعبة مثل الدفاع المُقدّس لا تعدّ مُجرد سلاح جديد في حروب حزب الله الإعلامية ضد أعدائه بل تطرح سؤالا مُهمّا يتوجّب على إحدى أكبر الشركات الخاصة في العالم (غوغل) الإجابة عنه : هل حزب الله منظمة إرهابية أم منظمة سياسية؟”.
ويقول جاك جوي، وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، لفوربس، إن اللعبة بتقنياتها العالية تُظهر مهارات حزب الله التكنولوجية إلى جانب الجهود التي يبذلها الحزب على الإنترنت.
وأضاف أن التطبيق يُشجع العديد من اللبنانيين الشيعة الأصغر سنّا على المُشاركة في القتال، إذ يرون أنفسهم في شخصية البطل ويتخيّلون أنهم يحققون تلك الأدوار العسكرية فائقة الذكاء “التي يأمل حزب الله في النهاية توجيههم نحوها من أجل المقاومة”، بحسب قوله، لافتا إلى أن اللعب يُصبح تلقائيا كـ“نوع من أنواع المُشاركة”.
وكشف تقرير “فوربس” أن حزب الله ليس “العدو الأول للولايات المُتحدة” الذي استخدم ألعاب الهواتف الذكية منبرا للدعاية، مُشيرا إلى أن كوريا الشمالية أطلقت لعبة مُشابهة عام 2017، وسمحت لمُستخدميها بقنص الجنود الأميركيين. ووصفت المجلة هذه التطبيقات بـ“الحروب” التي تنطلق من عالم الترفيه لتحقيق الأهداف السياسية.
ويقول جاك جوي إن اللافت هو استخدام حزب الله لهذه المنصّات “الرأسمالية الغربية” رغم أنه يعتبرها سبب “التراجع الثقافي” خاصة بين الشباب، مُضيفا “لكن رغم ذلك، يبدو أن الحزب أدرك في الوقت نفسه أنه يجب أن ‘يتغير’ وفقا للمستجدات إذا أراد الحفاظ على سلطته”.
ولم تعلّق غوغل على تقرير “فوربس” لكنها حذفت اللعبة التي حظيت بتصنيف أربع نجوم من أصل خمس، وحمّلها أكثر من 10 آلاف شخص على هواتفهم الذكية. وبحسب موقع “العهد”، أكد مدير مشروع لعبة “الدفاع المقدس” حسن علاّم، “أن وحدة الإعلام الإلكتروني أطلقت اللعبة كوسيلة للحفاظ على بيئة المقاومة، وبناء جيل يعيش في كنفها، ويحفظ تاريخها، ومحطاتها المشرّفة، نظرا إلى الإقبال الشديد على استعمال الهاتف”.
وأشار إلى أنّ “التكنولوجيا الحديثة، وثورة الاتصالات في الهاتف الذكي تركتا بصمة واضحة في حياة الناس”، ولفت إلى أنّ الغرب لا يوفّر طريقا لممارسة الحرب الناعمة ويبذل كل ما بوسعه لإغراق الشباب بقيم يختارها لطمس هويتنا وثقافتنا وتعاليمنا الدينية.
وأشار إلى “حالة الإدمان التي أوجدها الغرب لدى الشباب من خلال عالم الألعاب الإلكترونية التي تسعى إلى هدم القيم، وإلهاء الناشئة عن القضايا الأساسية”.
وبحسب علاّم فإن توافر اللعبة على نظام “أندرويد” سمح لها بالوصول إلى شريحة واسعة جدا من الجمهور المستهدف، مؤكدًا أنه منذ إطلاق اللعبة الجمعة حتى اليوم، قام قرابة 5700 شخص بـ“تحميل” اللعبة.
وقال إن “اللعبة توثق انتصار حزب الله ومحور المقاومة على ‘العدو التكفيريّ’ في سوريا والمنطقة، هي توثيق تفاعليّ مباشر مع الجمهور، وتعمل بمحتواها الثقافي الجهادي العقائدي على تربية الشباب الناشئة وتحصينهم ضدّ الحرب الناعمة”.