فارس سعيد ينصح الشيعية السياسية : لن تجدوا من يصلي عليكم

لا يتعب النائب السابق فارس سعيد من الدوامة السياسية اللبنانية، يُصر على الابحار عكس التيار ولو كلفه الامر خصومة مع اصدقائه وحلفائه.. من معراب الى بيت الوسط وكليمنصو وغيرها من المقرات التي اعتاد سعيد أن يقول “لا” بوجهها إذا وجد أنها خرجت عن مفردات قاموس “الثورة” التي كان أحد أركانها ذات ربيع سبق فصول الاحداث التي شهدتها الساحات العربية.

سعيد العائد من الفاتيكان حيث شارك هناك في ندوة حول زيارة البابا فرنسيس الى ابو ظبي ونتائجها، عقد اجتماعا مع مسؤولين مقربين جدا من البابا قدم خلاله ورقة تضمنت ثلاث ملاحظات القاها في المؤتمر ايضا تمحورت حول اشكالية العيش المشترك بين الاديان في المنطقة رغم الجهود الكبيرة التي عملت عليها الكنيسة والمرجعيات الروحية والسياسية والاسلامية الكبيرة في هذا الاتجاه.

مستندا الى محطات لدعم فكرته من المؤتمر الذي نظمته جامعة الازهر حول المواطنة في شباط 2017 وصولا الى قداس البابا فرنسيس في أبو ظبي الذي توج تلك المحطات المشتركة بين الازهر والفاتيكان مرورا بالبطريركية المارونية.

يخلص سعيد في قراءته هذه الى أن المرجعيات الروحية سبقت الطبقة السياسية لحل هذه الاشكالية، فبالرغم من الاحداث التي يعدد شريطها، منذ احداث 11 ايلول وما تلاها من حروب في العراق وافغانستان أدت الى ايقاظ الشياطين القديمة في الوسط الاسلامي ودفعت بالغرب الى النظر للإسلام وكأنه مصدر العنف.

لم تبادر أي مرجعية سياسية الى معالجة سوء التفاهم لذي يطبع القرن الواحد والعشرين، فالمشكلة بحسب سعيد لا ترتبط بالأديان بل بالعولمة التي حلت مشاكل من طبيعة علمية ومالية واقتصادية ولم تستطع حل بعد الاختلاف الثقافي في العالم وهذا يدعو الى التنبه من قبل الجميع.

العلاقة الجدلية بين العالمين الاسلامي والمسيحي، تنطبق أيضا على لبنان فبرأي سعيد 14 آذار لم تعد موجودة، لأنها كانت في الاساس وحدة اللبنانيين حول هدف معين، اما اليوم فلا يوجد وحدة تجمعنا حول الهدف بل ما نراه بحسب المنسق السابق لأمانة 14 آذار مربعات طائفية تفرض اولوياتها الدينية على حساب الاولوية الوطنية.

سعيد الذي يرفض “مهادنة” الدويلة على حساب الدولة أيا تكن أركانها ومكوناتها ينصح “الشيعية السياسية” الى قراءة التاريخ جيدا، انطلاقا من “المارونية السياسية” التي ظنت بلحظة من اللحظات أن التقديمات من اجل لبنان تُخولها أن تكون مميزة عن الطوائف الاخرى وسقط هذا المنطق مع بداية الحرب الاهلية في الـ 75، بعدها جاءت شخصية استثنائية اسمها “رفيق الحريري” جعل موقع طائفته السُنية مميزا الى ان سقط هذا التميز في 14 شباط 2005.

أما اليوم فيرى سعيد أن “الشيعية السياسية” ستنتهي بفشل ذريع لأنها لم تتعلم من التجارب السابقة وتكرر الخطأ نفسه وتتعامل مع اللبنانيين باستعلاء وادعاء وتقول انها قدمت التضحيات ولها الحق بالتعامل كما غيرها معهم.

فحاكم لبنان يقول سعيد هو رمز الشيعية السياسية، ويعلل رأيه بجملة وقائع لعل أبرزها هو الكتاب المفتوح الذي وجهه الدكتور عصام خليفة وما يمثله من قيمة أكاديمية لبنانية الى السيد حسن نصرالله دون غيره من الرؤساء والوزراء المعنيين طالبا منه التدخل لوضع حد لما يحصل في الجامعة اللبنانية.

يعود سعيد الى المثل الشعبي الذي يقول: ” أرض الواطية بتشرب ميتها ومية غيرها”، ليذكر بأن اي استغلال للمنطق الذي تتعامل فيه الشيعية السياسية مع اللبنانيين سيؤدي الى ضربها، فالموارنة كان لديهم كنيسة وبطريركا مميزا وهو نصرالله بطرس صفير وكرسي رسولي داعم، والسنة المتواجدين بالملايين سيجدون رفيق حريري ثان، اما الشيعة ففي حال سقطوهم لن يجدوا لا أم ولا أب للصلاة عليهم يختم سعيد حديثه.

علاء الخوري

اخترنا لك