تفاعلت كثيرا قضية الـ11 مليارا لتدخل دار الفتوى على خط عدم التعرض لرمز السنيورة حيث لم يكن في تصور الفريق السياسي الذي قرر المحاسبة والسؤال عن الـ11 مليارا المهدورة من الحسابات المالية للدولة ان تأخذ الامور هذا المنحى التصعيدي وتذهب الى خطوط المواجهة السياسية ومنع المس باحد الرموز السياسية من الحقبة السابقة ولو كان الشعار البحث والتدقيق المالي، ولم يكن متوقعا ايضا ان يلتم شمل فريق 14 آذار بهذا الشكل حول الرئيس المغضوب عليه لدى فريق واسع في تيار المستقبل.
برأي نائب في فريق 8 آذار ان الحملة تم اخذها في اتجاه آخر واخضاعها للتسييس والتنافس المذهبي والطائفي فيما هي في الواقع قضية رأي عام وسياسة الدولة المالية.
ليضيف ان حزب الله وضع تعهدا برسم ناخبيه والرأي العام لفضح الفاسدين على مستوى الدولة وشاء الامر ان تكون قضية السنيورة فاتحة معركته وحيث لدى الفريق السياسي لحزب الله مجموعة ملفات سيتم فتحها ولم يكن يتوقع ان تتحول معركته الى التحوير وجعلها معركة تصفية حساب مع السنيورة على خلفية تراكمات سياسية وخصومة تم وضعها في الخطوط الخلفية ولم تعد فاعلة اليوم خصوصا ان حزب الله بات حالة سياسية كبيرة في مجلس النواب والحكومة.
لم يكن في الحسبان ايضا ان يحصل كل هذا الالتفاف ليرسم مفتي الجمهورية حول الرئيس الاسبق للحكومة وزير المال خطا احمر وما يتصل بعمله السابق في وزارة المالية او رئاسة مجلس الوزراء كما لم يكن في الحسبان ان يحصل هذا التضامن المستقبلي حول السنيورة الذي فتحت في وجهه من قبل تيار المستقبل ملفات داخلية كثيرة واتهم بدور مستتر بالتحضير للانقلاب السياسي على رئيس الحكومة سعد الحريري في مرحلة ما نتيجة رفضه التسوية الرئاسية.
وما تبعها من تموضع للحريري كما أشير اليه الى دور في ازمة “الريتز” ـ الرياض وكان من المستبعدين في الانتخابات النيابية عن مقعد صيدا رغم كل الهمروجة والاخراج السياسي في تلك الانتخابات.
فالسنيورة أبعد عن الضوء بقرار من رئيس تيار المستقبل الذي دفعه التباعد السياسي مع السنيورة الى اقصائه ومنعه من تلاوة بيانات كتلة المستقبل كما ابعد السنيورة ورفاق المرحلة الكارهين للتسوية السياسية مع بعبدا عن دائرة القرار.
وعليه فان دفاع تيار المستقبل عن نائب صيدا السابق التبس على كل الاطراف، فالعارفين بكواليس المستقبل يدركون ان السنيورة الذي كان يعتقد ان مهندس مالية الدولة وسياسات المستقبل أقصي عن مهماته بقرار شخصي من الحريري ليحل مكانه شخصيات صاغت التسوية السياسية مع التيار الوطني الحر وكان لها دور فاعل في هندسة الاتفاق السياسي الذي سهل وصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا وعودة الحريري الى السراي الحكومة مرة ثانية في عهد عون.
هذا الوضع لم يمنع تيار المستقبل ان يخوض معركة الدفاع عن السنيورة باعتباره حيث تم وفق اوساط سياسية وضع خطوط دفاعية، من الاعلام المستقبلي والموالي له وشن حرب استباقية على حزب الله وتصوير الحملة على السنيورة بانها استهداف لسعد الحريري لتطويقه وابتزازه سياسيا وتضييق الخناق على حكومته والمس به مسا بالطائفة السنية واحد رموزها الاساسيين والايحاء بان الحملة تستهدف المشروع الاقتصادي للرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيرها من التفسيرات.
اقتضت الحملة المضادة للمستقبل احضار سياسيون من الجناح الخاص للسنيورة الرافض للتسوية ومن صقور المرحلة السياسية الماضية،فيما كان وجود الست بهية في مؤتمر الدفاع للسنيورة برمزية رسائل خاصة.
هكذا استطاع السنيورة رغم كل العلاقة المترنحة ان يقيم خط دفاع محاطا بشخصيات 14 آذار والمستقبل مقدما صورة مثالية عن علاقته بالرئيس سعد الحريري وانه يقف الى جانبه لتأتي حملة المستقبل وحرب البيانات ضد حزب الله وتصويره بانه صاحب مسيرة تعطيل البلد في السابق ويستهدف المشروع المقبل لسعد الحريري”.
ابتسام شديد