في مقال عن طريقة تعامل أوروبا مع “حزب الله”، ذكرت صحيفة “نيويورك بوست” أن لندن فعلت هذا الأسبوع ما رفض الاتحاد الأوروبي وألمانيا فعله، ألا وهو إدراج الحزب على لائحة التنظيمات الإرهابية.
وأشارت الصحيفة الى أنه “بما أن ألمانيا هي المحرك الاقتصادي لأوروبا، يمكنها أن تؤثر لجهة تغيير سياسة الاتحاد الأوروبي نحو الحزب.
ولكن المستشارة أنجيلا ميركل تختبئ خلف مقولة الحاجة إلى إجماع في الاتحاد الأوروبي لحظر الحزب بكامله وفرضت لندن حظراً على ما يسمى الجناح السياسي لحزب الله بعدما كانت عمدت عام 2008 إلى حظر جناحه العسكري.
وهي بذلك رفضت فكرة أن حزب الله بجناحين وأنه لا يملك قيادة موحدة وسيطرة على نشاطاته الإرهابية. لكن برلين لا تزال متعلقة بذلك الوهم.
والجمعة الماضي، رفضت الحكومة الألمانية طلبات من الولايات المتحدة و”اسرائيل” وعدد من الدول العربية لحظر حزب الله”.
واعتبر الكاتبان مارك دوبوفيتز وبنيامين فينتال في مقالهما أن الانقسام في المقاربة الأوروبية حيال حزب الله يضع أوروبا في تعارض مع الواقع- كما مع نظرة قادة حزب الله إلى حزبهم. ففي 2012، فجر عميل للحزب باصاً لسياح إسرائيليين في بلغاريا، ما أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائق الباص المسلم.
ورداً على الهجوم، حظر الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للحزب لا جناحه السياسي. ودفع الحظر الجزئي الناطق باسمه ابراهيم الموسوي إلى تكرار ما يقوله مسؤولون آخرون في الحزب من أن “حزب الله هو منظمة واحدة وكبيرة. وليست لدينا أجنحة منفصلة عن بعضها البعض”.
وحذر أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله من أن حظر الاتحاد الأوروبي للحزب كله سيؤدي إلى تجفيف التبرعات التي يحصل عليها في أوروبا.
نظيم واحد
ولفتت الكاتبان إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل تجاهل تعريف حزب الله بنفسه بأنه تنظيم واحد. وترغب أوروبا وخصوصاً فرنسا والمانيا، في مواصلة “حوارٍ حساس”. لكن هذه اللعبة لا تعود بفائدة. فالحزب لعب دوراً حاسماً في دعم سياسة الأرض المحروقة التي مارسها النظام السوري والتي نتج عنها مقتل أكثر من 500 ألف سوري وطوفان من اللاجئين إلى أوروبا.
دور ألمانيا
ويرى الكاتبان أن لندن بات تقر بدور “حزب الله” في تدمير سوريا ودوره الشرير في أنحاء المنطقة. وكانت هولندا الدولة الوحيدة التي تحظر حزب الله بكامله منذ 2004. وخارج أوروبا، تعتبر جامعة الدول العربية وكندا وأميركا و”إسرائيل” الحزب كله متورطاً في الإرهاب. وبما أن ألمانيا هي المحرك الاقتصادي لأوروبا.
يمكنها أن تؤثر لجهة تغيير سياسة الاتحاد الأوروبي نحو الحزب. ولكن المستشارة أنجيلا ميركل تختبئ خلف مقولة الحاجة إلى إجماع في الاتحاد الأوروبي لحظر الحزب بكامله. غير أن ما فعلته هولندا من قبل، وبريطانيا أخيراً، يظهر أن برلين يمكن أن تحظر الحزب كمنظمة إرهابية من دون إجماع الاتحاد الأوروبي.
وأشار الكاتبان إلى أنه لطالما كانت ألمانيا ملاذاً لنشاط حزب الله. ويجمع ممثلو الحزب التبرعات، ويجندون أعضاء ويروجون لأجندة معادية للسامية وجهادية. وكانت وزارة الداخلية الألمانية أعلنت مؤخراً أن حزب الله بكامله هو ضد القانون الألماني الأساسي “لأن الحزب يقاتل حق دولة إسرائيل في الوجود بوسائل إرهابية، ومثل هذا الهدف هو معادٍ للسامية بطبيعته”.
مهادنة إيران
وفي رأي الكاتبين أن السبب الرئيسي الذي يحمل ألمانيا و(الاتحاد الأوروبي) على عدم حظر حزب الله، هو مهادنة إيران، راعية الحزب.