طوافات لبنانية في قبرص

طبيعيٌّ كان أن تنطلق طوّافات سلاح الجوّ اللبناني من قاعدتها في حالات بإتجاه اليرزة لنقل قائد الجيش العماد جوزاف عون، على ما درجت العادة في زياراته “البعيدة” لاسباب امنية. غير انّ الوجهة هذه المرّة تأتي مختلفة، انها خارج البلاد، جزيرة قبرص.

بالتأكيد، ليست المرّة الاولى التي ستُشاهد فيها طوّافات لبنانيّة على مدارج المطار القبرصي. ففي عودة سريعة الى الثمانينات، استخدمت تلك الجزيرة كمحطة انطلاق للشخصيات السياسيّة والعسكريّة التي كان يتعذّر عليها السفر من مطار بيروت الدولي يومها، رغم اننا لا نكشف سرًّا اذا ما قلنا انّ طياري ذاك الزمن اصبحوا خارج الخدمة وكذلك الطوافات.

الدقائق القليلة التي حطّت فيها الطوافات في مهبط اليرزة كانت كافية حتى ينهي القائد الاعمال الروتينية اليوميّة الضروريّة، من “تخليص البريد” الى تسيير اعمال المؤسسة العسكرية خلال غيابه، خصوصا في ظل غياب رئيس اركان يتولى مهامه بالوكالة، ما عقّد الامور وتحكّم بمدّة الزيارة، التي استمرّت ليوم وليلة، حُسِبت مصاريفها “عالبكلة”، حيث جاءت كلفتها زهيدة عملاً بمبدأ عصر النفقات والتقشّف.

معلَّقون بين “الازرقين”، كانت رحلة الوفد العسكري اللبناني “الموسّع” اكثر من العادة هذه المرة، مريحة الى الجزيرة، ساعد على ذلك الظروف المناخية الجيدة، قرب المسافة، وجدارة الطيارين الللبنانيّين.

في كلّ الاحوال لم يكن من حول “للركاب” الا القبول بالامر الواقع. حيث أنّ الرحلة المتجهة الى قبرص، كانت في اطار برنامج التدريب المعدّ لطيّاري سلاح الجو من أجل تحسين ادائهم وتعزيز خبراتهم، اكثر ممّا كانت رحلة نقل خاصة، وهنا بيت القصيد.

الوفر المالي المحقّق لم يسقط الاهمية التي انتهت اليها الزيارة لجهة الاستفادة التي يمكن تحقيقها لكلا البلدين على اكثر من صعيد مع فتح صفحة جديدة من العلاقات، في ظل الدور الذي ينتظر ان تلعبه تلك الجزيرة في مجالات عديدة، ما قد يصبّ في مصلحة الدولة اللبنانيّة خلال المرحلة المقبلة، حيث يمكن لتلك الزيارة ان تؤسّس لما هو اكبر وابعد.

طبّق العماد جوزاف عون كعادته سياسة التقشف الحكومية، فكانت زيارة “ببلاش” الى قبرص، طبعت كلّ مراحلها بالمرقّط، منذ لحظة الوصول الى المغادرة، محقّقة على الاقلّ خبرة مكتسبة جديدة لنسور سلاح الجو اللبناني، تاركةً سؤالاً محيرّاً لدى اللبنانيّين تعبّر عنه الصورة المرفقة، تُرى بماذا كان يفكر العماد القائد و،”بشو سارح” وهو معلّق بين السماء والارض؟ وحده الله بعد القائد يملك الجواب، وقد يكون مار يوسف شريكهم الثالث، الذي رافقهم في الزيارة في يوم عيده.

اخترنا لك