كانت بعض الشرائح المغبونة سياسيّاً تبحث عن جهة تتبنّى تمثيلها في ظلّ تسلّط «قوى الطائف»، فكان أنّ وجدَ الكثير منهم ضالته بالحركات التي انبثقت عن «الحراك المدني»، ليس ايماناً بطروحاتهم السياسيّة الموسميّة، بل لشدّة الطوق، والجوع المزمن إلى منقِذ من الجب الذي وقعنا به أو اوقعنا به، لا فرق!
وعلى اعتبار أنّ هذه التجمّعات هي الحل الأمثل، وعلى طريقة وجدتها، تفاءَل هؤلاء وانتشوا، لكن سرعان ما «طرقت» نشوتهم المجتمع المدني «عين» حوّلته من مواجه مفترض للطبقة السياسيّة إلى عسكري «أمرك سيدي»، همّهم خوض المعارك ضدَ أبناء الخط الواحد.. يا للهول!اساساً هذه المعارك «دونكشوتيّة».
البعض في المجتمع المدني، خاصة اولئك الساعين خلف الكراسي و «البراويز» مِمن لفظتهم أحزاب الطبقة، يريدون محاربة طواحين الهواء السياسيّة على حصان، أثبتت جملة وقائع، قديمة وجديدة، أنه من خشب!طرابلس اريدَ لها أنّ تكون «الترجمان» الحقيقي لمدى تسلط هؤلاء واحتقارهم لبعضهم، شاء القدر، وربما بعض الساسة، أنّ يجعلوا من قرار «المجلس الدستوري» القاضي بابطال نيابة ديما جمالي، حفلة تنكريّة تُسقط أقنعة البعض وتطيح بالمتبقي من مكياجات المجتمع المدني، بعدما جرّ نفسه إلى افتعال مواجهة داخليّّة مباشرة بين أركانه.
«حرب الباسوس» التي تترقبّها طرابلس وقد تنفجر على نحوٍ أشد في 14 نيسان القادم، اندلعت بعد فتنة أبناء البيت الواحد التي كان أوّل غيثها أنّ تفرّق حزب «سبعة» عن «تحالف وطني»، وليس هناك من داعٍ لسرد أسباب الفتنة ما دامَ البعض أوجز و «كفى ووفى».
وبعدما تأكد «المدنيون» أنّ ثمّة «باسوس» وأكثر بينهم.
يحيى مولود كان المبشّر الأوّل لانتقال حالة التقاتل رسميّاً من خلف الكواليس إلى المسرح مباشرةً، الرجل أعلن ترشّحه عن «تحالف وطني» وثبّته في وزارة الداخليّة رسميّاً، علماً إنّه كان متحالفاً خلال الانتخابات النيابيّة 2018 مع «سبعة» وترشّح من ضمن فريقه وتمكّن من حصد المركز الأوّل على اللائحة بـ 909 صوتاً تفضيليّاً. «سبعة»، كما درجت العادة «ركلَ السطل بعد مَلئه!».
وبحسب أكثر من مصدر، لم يهضم ترشّح حليفه القديم ابداً على إسم خصمه، وهو مقبل على مواجهته!وما دامَ الأمر كذلك، يُخطّط «7»، الحزب النموذجي كثيراً، أنّ يجعل من «مولود» فرجة! وللغاية هو مستعد لأن يدمّر كل شيء جرى تحقيقه «مدنيّاً» في طرابلس، من خلال الدفع بمرشّح آخر إلى الميدان موسوّساً له بضرورة خوض المعركة!أكثر من مراقب يجمع، أنّ «سبعة» ولغرض الثأر، ينتظر اقدام رامي أسّوم، المحسوب على «كلنا وطني»، لاعلان ترشّحه وتقديمه رسمياً حتّى يتبناه.
علماً أنّ المراقبين يؤكّدون أن «أسوم» يجري مروحة اتصالات من أجل تثبيت نفسه، بهذا المعنى يخطّط «سبعة» أوّلاً لخرق «كلنا وطني» بمرشّح يحمل جيناتهم، ثم نقل المواجهة المحتدمة إلى صناديق الاقتراع!أكثر من ذلك، ما يقود «سبعة» إلى الجنون هو عزم النائبة بولا يعقوبيان على زيارة طرابلس بدعوى من أحد مخاتير المحلة تحت غطاء المشاركة في ندوة بيئيّة.
علماً أنّ أكثر من طرف يؤكّد أنّ حضور يعقوبيان على مسافة قصيرة من سخونة المعركة الفرعيّة، لهُ دلالات واضحة حول وجود رغبة لديها بتفجير صراعها مع «سبعة» على الأرض، والجندي هنا «كلنا وطني».
وتدور أكثر من معلومة، عن حصول الطلاق الخلعي بين «سبعة» و «كلنا وطني» من جراء التجاذب الذي وقع على مسرح الخلاف مع بولا يعقوبيان، لا بل أنّ هناك رواية تتحدّث عن دور النائبة المنتخبة في افتعال المشكل وتمزيق العلاقة بين الجانبين، لوجود نيّة لديها بالثأر لسبب يعود إلى طريقة إخراجها «المهينة» من سبعة!
التوقّعات أنّ أذيال الخيبة ستجرّ من كلا الطرفين بعدما ستحولهم «فرعية طرابلس» الأكثريّة إلى «كومة ارقام» متفرّقة، وعلى هذا الحال فإن المواجهة ثم السقوط هما القدر المحتوم.. فبوركتم بهذا بديل!
عبدالله قمح