بدأ وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا، الثلاثاء، زيارة رسمية إلى لبنان آتياً من تركيا.
يستهلها بلقاء مع رئيس الجمهورية، ميشال عون، ثم نظيره جبران باسيل، في حين يغيب رئيس الحكومة، سعد الحريري، عن أجندة لقاءاته الرسمية، إضافة إلى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لتواجده خارج البلاد حالياً.
إلا أن اللافت هو أن في جدول لقاءاته اللبنانية اجتماعاً سيعقده مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.
الذي أعلن منذ سقوط فنزويلا في أزمة سياسية دعمه لها في مواجهة ما أسماه “العدوان” الأميركي، قائلاً : “نتضامن مع فنزويلا في وجه الهجمة الأميركية عليها”.
وتعليقاً على الزيارة، قال الباحث والكاتب السياسي، مكرم رباح لـ”العربية.نت”، إن مجيء وزير الخارجية الفنزويلي إلى لبنان رسالة إلى الغرب، وتحديداً أميركا.
مضمونها أن هناك دولاً إلى جانبنا بالإضافة إلى إيران، وكان الأجدى لو اقتصرت لقاءاته الرسمية على وزير الخارجية، جيران باسيل، من دون رئيس الجمهورية”.
وتابع رباح : “باستقبال الضيف الفنزويلي نحن نفتح الباب أمام العقوبات الأميركية ضدنا، ونضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي بغالبيته، لا سيما أن مادورو يواجه اليوم عزلة دولية”.
كذلك اعتبر رباح أن “لبنان الرسمي ليس مضطراً لاستقبال وزير خارجية بلد يشهد صراعاً دولياً حاداً ويُعتبر عدواً للولايات المتحدة الأميركية، كما أن لا منفعة لاقتصاد لبنان في الزيارة، لا سيما أن النظام في فنزويلا يُعد من الدول المارقة أي التي تُخالف القانون الدولي”.
وتحدث رباح عن “مثلث كاراكاس-طهران-الضاحية الجنوبية في بيروت يجمعه العداء لواشنطن والغرب، ونظام الممانعة الذي ينتمي إليه هذا المثلث الذي يوهم جماهيره بأنه صامد رغم العقوبات الغربية عليه”.
غير أن الأخطر في الزيارة الفنزويلية إلى لبنان، بحسب رباح، أن “من يتولى الملف الفنزويلي في الإدارة الأميركية إيليوت أبرامز، الذي توعد بفرض عقوبات إضافية كل أسبوع على شخصيات فنزويلية إلى حين تغيير النظام، لذلك لا يجوز تحدي الغرب عبر استقبال وزير الخارجية الفنزويلي.
علماً أن الأوروبيين الذين لا يوافقون ترمب في سياسته تجاه إيران بعد خروجه من الاتفاق النووي وسلوكه خيار العقوبات الاقتصادية عليها، هم في الخندق نفسه مع ترمب في مقاربة الموضوع الفنزويلي، واعترفوا برئيس مجلس النواب المعارض خوان غوايدو كرئيس انتقالي للبلاد”.