أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “لا تأثير مباشر لرزمة العقوبات التي سيتعرّض لها “حزب الله” وسوريا وإيران وعلى لبنان ولكن يبقى هناك تأثير غير مباشر بحكم وجودنا في المنطقة ذاتها ولكن لا أعتقد أن هذا التأثير سيكون كبيراً”.
وأشار إلى أن “تمويل “حزب الله” ليس على ما كان عليه سابقاً وكلما اشتدت العقوبات على ايران تنعكس سلباً على تمويل الحزب ويظهر ذلك على الساحة اللبنانية باعتبار أن انخفاض التمويل يؤثر جزئياً على قوّته إلا أنه يجب ألا ننسى أبداً أن “حزب الله” بجزء كبير منه عقيدة وايديولوجيا وشعور ديني كبير وتاريخي ولكن بجزء آخر لديه متفرغون بأعداد كبيرة ونتكلم هنا عن عشرات الالاف من الذين يتقاضون رواتب بالإضافة إلى مؤسسات اجتماعية ومساعدات كثيرة وبالتالي كل هذا يتأثر”.
وعن المطالبة بعودة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربيّة، أكّد جعجع أن “لبنان الرسمي لا يطالب بهذا الأمر وإنما الوزير جبران باسيل بصفته الحزبيّة باعتبار ان الحكومة لها رأي آخر في هذه المسألة”.
جعجع، وفي مقابلة خاصة مع الإعلاميّة ريما مكتبي عبر قناة “العربيّة”، شدد على أن “لا مستقبل لـ”حزب الله” او لأي حزب آخر من دون الانتظام ضمن إطار الدستور اللبناني وممارسة دوره كحزب سياسي كباقي الأحزاب “.
وعن الإنطباع السائد عن أن لبنان أصبح دولة “حزب الله” وفي الحضن الإيراني، شدد جعجع على أن “هذا الإنطباع غير صحيح على الاطلاق وهناك الكثير من الواقعات ولو واقعات صغيرة تدل على عكس ذلك”.
ورداً على سؤال عما إذا كان دخول “حزب الله” بهذا الثقل في الحكومة يعني أنه بدأ بتجهيز نفسه من أجل لعب دوره السياسي في لبنان وليس فقط العسكري، قال جعجع : “لا أدري ما المقصود بدخول “حزب الله” بهذا الثقل فأي حزب عملياً بحجم “حزب الله” لديه بشكل مباشر ٣ وزراء.
كما لديه كحلفاء مباشرين “حركة امل” بـ ٣ وزراء وحليفين آخرين موجودين في الوقت الحاضر في تكتل “التغيير والإصلاح”، فيها ثقل “تيار المستقبل” وحده يوازي ٦ وزراء ورئيس حكومة فمن يكون في هذه الحالة بثقل اكبر؟ في بعض الأوقات يتم خلط الأمور ببعضها البعض للخروج بنظريات مماثلة”.
ورأى أننا “لسنا على شفير ثورة اجتماعية أو انهيار اقتصادي بمعنى الانهيار الكبير إلا أن البلاد تتخبط في صعوبات اقتصادية مالية هائلة وهذا أمر فيما الثورة الشعبية أمر آخر ولكن من الممكن اذا لم تُتخذ التدابير المطلوبة ان تشهد الحكومة ايام صعبة جداً”.
وعن قضيّة النازحين السوريين في لبنان، أوضح جعجع أنهم “يشكلون مشكلة كبيرة في الوقت الحاضر ولا قدرة لنا على تحملها وفي ظل أنه أصبح بحكم المؤكد أن بشار الأسد لا يريدهم لأسباب استراتيجية وديمغرافية معروفة، فالحل الوحيد الذي ليس هناك بديل عنه هو أن تقوم الحكومة اللبنانية بالتواصل على الجانب الروسي من أجل أن تقوم روسيا بإنشاء مناطق آمنة عند الحدود اللبنانيّة السوريّة من الجهة السوريّة لان روسيا قادرة على ذلك”.
وعن ترسيم الحدود اللبنانيّة، لفت جعجع إلى ان “هناك العديد من المشاكل التي نعاني منها مع نظام الأسد على مرّ ٥٠ سنة متواصلة وقد وصل به الدرك إلى احتلال لبنان لذا فترسيم الحدود يمكن أن نعدّها آخر مشاكلنا معه، في ظل كل المشاكل التي نعانيها كقضيّة الأسرى اللبنانيين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، ولكن لا أرى أن هذا النظام سيستمر فنحن بأنتظار دولة سورية جديدة من أحل العمل معها على ترسيم الحدود”.
وعلّق جعجع على ما يقوله بعض الخبراء في أن الحرب مع إسرائيل آتية لا محالة، معتبراً أن “الوضع في المنطقة مفتوح على كل الاحتمالات ولكن ذلك لا يدفعني الى القول ان الحرب آتية لا محالة”.