كتب سامي خليفة في “المدن” : يزداد القلق في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، يوماً بعد يوم، من تواجد حزب الله في الجولان. وبهذا الخصوص، أجرت صحيفة “إسرائيل هيوم” مقابلة مطولة مع قائد فرقة الجولان الإسرائيلية، الجنرال أميت فيشر، كشف فيها عن المعطيات الأمنية التي تُقلق الدولة العبرية.
بناء قدرة تشغيلية
يشرح الجنرال أميت فيشر، للصحيفة الإسرائيلية، بأن نشاط حزب الله في الجولان يتمحور حول “القيادة الجنوبية” تحت قيادة منير علي نعيم شعيتو الملقب بـ”الحاج هاشم”، والتي تقدم المشورة للجيش السوري، بالإضافة إلى جمع المعلومات عن إسرائيل. ووحدة “ملف الجولان”، التي تهدف إلى إنشاء بنية تحتية للعمليات، وتسمح للحزب بمهاجمة المدنيين أو الجنود الإسرائيليين.
يواجه الجيش الإسرائيلي، حسب فيشر، تحدي منع الجولان السوري من أن يصبح جنوب لبنان ثانٍ. فالحزب يعمل كمرحلة أولى، على جمع المعلومات الاستخبارية. ولديه العشرات من البؤر الاستيطانية التي تكشف إسرائيل. وفي المرحلة الثانية، سيحاول بناء القدرات التشغيلية على الحدود. كما أن الحزب لا يريد اتخاذ إجراء فوري. إذ أنه يمتلك الوقت. وهو، كما يزعم فيشر، يريد الهدوء لبناء قدراته، وتجنيد خلايا مبنية على السكان المحليين واتصالاته مع الجيش السوري.
يؤكد فيشر بأن القيادة الجنوبية للحاج هاشم لها صفة قانونية في سوريا. فهو يعمل عن كثب مع وحدات من الجيش السوري، وحتى ينصحهم بأسلوب العمل على الحدود. ويردف قائلاً “نرى الحاج هاشم يتجول هنا مع الجيش السوري. هذا ليس سراً”.
الجيش السوري ليس مشكلة
عند سؤاله عن نوع الحدود الذي يتوقعها في المستقبل، أشار فيشر بأن “الجواب هو معقد”، لأن ذلك يتعلق بالعنصر الاستراتيجي المتمثل في ما إذا كانت إسرائيل ستديرها – من خلال الروس أو الأميركيين أو مع سوريا مباشرةً – لمنع النشاط الإيراني وحزب الله في سوريا. وبرأيه لا توجد أي مشكلة مع وجود الجيش السوري هناك. فهذا هو السيناريو الجيد بالنسبة لفرقته.
يضيف فيشر بأن إسرائيل لا تنجح اليوم من حيث الاستراتيجيا، أو التكتيك، فحزب الله يمضي في خططه ويزيد من عدد المواقع الاستيطانية وعدد وحداته المضادة للطائرات، ومن المتوقع في المرحلة التالية، أن يجلب قواعد للصواريخ والقوات البرية، قوات الكوماندوز، كما هو الحال في لبنان.
مخزونات الأسلحة
وعن كمية الأسلحة الضخمة في سوريا، يعلق فيشر بالقول أن ما يحاول حزب الله فعله الآن، هو إيجاد الأشخاص الذين كانوا حتى وقت قريب جزءاً من الحرب الأهلية في سوريا، ودفع المال لهم حتى يبدأوا العمل لصالحه. وإذا احتاج الأمر، فيمكنه تزويدهم بالأسلحة والتدريب.
يعتقد فيشر أنه يوجد حالياً عناصر من حزب الله على مرتفعات الجولان، ويقدر عددهم بـ”العشرات من اللبنانيين ومئات السوريين”. ويقول إن اللبنانيين هم في معظمهم من المهنيين وكبار المسؤولين والمستشارين، بينما يتقاضى السوريون رواتبهم للقيام بأعمال جمع المعلومات والدوريات.. فضلاً عن العمل على البنية التحتية.
يكمن هدف فيشر، كما تشير الصحيفة، بمنع مرتفعات الجولان السورية من أن تصبح تحت سيطرة “حزب الله”. لذلك عليه أن يتحرك، ويهاجم، ويتعامل مع الجهات الفاعلة الأخرى – السوريين والروس والأمم المتحدة – بقدر ما يستطيع. وبالنسبة له، يجب أن تظل مرتفعات الجولان حدوداً هادئة وآمنة، تفصل بين الدول وليست ساحة معركة. وقد تعلّم، كما يفترض، الدرس من لبنان، كي لا يسمح للحزب باستخدام الرعاية السورية لبناء القدرات، التي ستنفجر في يوم من الأيام في وجه الدولة العبرية.
الهجوم خيار مطروح
لا يمكن ردع حزب الله، كما يشير فيشر، من خلال الدبلوماسية والدفاع وحدهما. وهو يؤكد أن إسرائيل ستلجأ في النهاية إلى العمل الهجومي، لأن الحزب يحتاج، كما ترى القيادة العسكرية الإسرائيلية، إلى الشعور بالاختراق والضعف والتعرض للخطر.
ويختم فيشر بالقول أنه سيحقق مع فرقته النجاح، في اليوم الذي يسمع فيه أن حزب الله لم يعد موجوداً على مرتفعات الجولان. وبرأيه، إذا كانت إسرائيل عازمة بما فيه الكفاية على المستوى التكتيكي، ونجحت على المستوى الاستراتيجي أيضاً، فانسحاب الحزب من هذه المنطقة ممكن أن يصبح واقعاً.