في خضم البحث عن ايرادات ضريبية لسد العجز في الموازنة واقرارها وفق المهل المعطاة، أخرج الرئيس نبيه بري من جيبه ورقة قانون الانتخاب مذكراً البعض بأن القانون الحالي “سرنا به مرغمين”.
يسعى الرئيس بري الى ضبط ايقاع الوقت الذي “مر” بسرعة في الدورة السابقة حيث انشغلت الطبقة السياسية بملفات كثيرة “رُميت” كلها على الطاولة ونسيت أن هناك قانون انتخاب يجب درسه واقراره والتمحيص به كأرقام الموازنة لا “سلقه” والتوافق عليه من دون أن تتم مقاربته بالواقع اللبناني.
الرئيس نبيه بري المنادي بضرورة الغاء الطائفية السياسية يعمل اليوم على تسويق مشروعه الانتخابي الذي يحمل وفق متابعين جانبا كبيرا منها، عبر اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس النسبية وبلوائح مغلقة يتم اختيار اعضائها سابقا، ويخضع كل عضو في اللائحة الى ترتيب معين والمرشح الاقرب الى الرقم واحد ترتفع حظوظه بالنجاح، وفق التوزيع الطائفي.
وبدأ وفد التنمية والتحرير جولته على الكتل الاخرى لعرض “مسودة” القانون القابل للنقاش. وعند تيار المستقبل أودعت الكتلة مشروع القانون وأكد النائب سامي فتفت لـ “ليبانون ديبايت” أن الكتلة رحبت بمبادرة الرئيس نبيه بري انطلاقاً من مبدأ اعادة فتح الملف الانتخابي لأن أحداً غير مستعد للذهاب الى الاستحقاق وفق القانون الحالي والذي وصفه فتفت بـ “الأرثوذكسي” المقنع.
ويوضح فتفت أن الكتلة ستعمد الى درسه واطلاع الرئيس سعد الحريري عليه لتسجيل ملاحظاتها وابداء الرأي في البنود الواردة فيه.
عملياً “شق” الرئيس نبيه بري الطريق الانتخابي مستبقا الكتل المشغولة في الملفات التي تعصف في البلاد، وهو يريد أن يكون مشروعه الانتخابي الارضية التي يبنى عليها القانون الجديد، اذ تشير أوساط نيابية تدور في فلك الرئيس بري، الى أن خطوة رئيس المجلس منسقة مع حزب الله الرافض للقانون الحالي وللألغام الواردة فيه وابرزها الصوت التفضيلي، مشيرة الى ان الحزب وضع لبنان دائرة انتخابية واحدة كأولوية ولكنه وافق أن يكون هناك مرحلة انتقالية يقودها القانون الحالي للوصول الى هدفه، وهو رمى مشروع بري لـ “جس نبض” الاطراف المسيحية الرافضة لهذا المبدأ على قاعدة أن الصوت المسيحي لتلك الاحزاب يذوب في “بلوكات” الثنائي الشيعي والتي ترجح الكفة في المرحلة المقبلة.
وثمة من يقول ان مبادرة رئيس المجلس تأتي لتطويق حراك الوزير جبران باسيل “الرئاسي” من خلال قانون ينزع صفة التمثيل الاكثري للأحزاب المسيحية، ويُكبل ايضا تيار المستقبل المجبر على بناء تحالفات مع قوى سياسية قد تكون بعيدة عن خطابه السياسي.
علاء الخوري