تحت عنوان ” حكومة هيّا الى الفشل؟!” كتب فؤاد ابو زيد في صحيفة “الديار” وقال : لا يكفي ان اللبنانيين، يغرقون في أزمة وجود حقيقية، ذات “اربعة اضلاع اساسية” جمود اقتصادي عميق، وضع مالي مقلق، تحرّك شعبي متفلّت.
وطبقة سياسية اطبقت على صدورهم منذ الايام الاولى للوصاية السورية على لبنان، وكانت السبب في وصول لبنان الى هذا الدرك، وزيادة في القهر، ان هذه الطبقة التي افسدت وهدرت وارتكبت المعاصي، تتصدّر الفريق المكلّف بإيجاد الحلول لفسادها وهدرها ومعاصيها.
ولا يستطيع الشريك النظيف القليل العدد والتأثير في هذا الفريق، سوى الاعتراض ورفع الصوت في وجه اكثرية لا تهتم الاّ بمدّ ايديها الى جيوب الفقراء والمعوزين، لتسدّ عجزا بمليارات الدولارات، لا يمكن ان يتحقق الاّ بفتح ملفات “بالوعات” عميقة تتمتع بحماية من هذه الطبقة.
مثل التهرّب الضريبي التهريب في مرافئ الدولة وعلى الحدود، الهدر في المشاريع الكبرى، الابنية المستأجرة، الاراضي العائدة للدولة، ولا تستفيد منها، تطهير الوزارات والادارات وترشيقها.
لا يكفي اللبنانيين كلّ هذه الهموم، ليزاد عليها “كسل” المسؤولين المتمادي، غيابا غير مقبول وغير مبرر وطنيا، وغياب دور الوزارات المعنية، في ضبط التحركات الشعبية على الارض كما حصل ويحصل في مرفأ بيروت وعدم الاهتمام بحماية اليد العاملة اللبنانية، بسبب جشع بعض رجال الاعمال اللبنانيين.
ومما زاد في الطين بلّة، وفي هموم اللبنانيين، الاوضاع الاقليمية الملتهبة، والحرائق التي تحصل في العديد من الدول القريبة والبعيدة، وما قد يصيب لبنان، في مشروع “صفقة العصر” الذي تعمل له الولايات المتحدة الاميركية، بعلم العديد من الدول الغربية والعربية وبمراقبة روسية لصيقة.
وما يقال ويكشف من ان مشروع “طريق الحرير” الذي تحمل الصين لواء ترتيبه، على علاقة وثيقة بمشروع “صفقة العصر” لتكتمل خطوطه العريضة والمؤسف ان جميع هذه المشاريع وغيرها ايضا تطل برأسها بوجود حكومة عاجزة عن معالجة النفايات، ووقف تلويث البيئة، ووضع موازنة ثورية تنقل لبنان من عهد الجاهلية الى عهد تأمين الماء والكهرباء والعمل في حدّه الادنى.
الحكومة السابقة حملت شعار “حكومة اعادة الثقة”، وفشلت في ذلك وما زال الفشل قائما، والحكومة الحالية حملت شعار “هيّا الى العمل” وكان افضل لها ان تكون منسجمة مع ذاتها، وترفع شعار “هيّا الى السفر، هيّا الى النوم، هيّا الى التأجيل، هيّا الى الفشل”.