أعلنت بورصة بيروت الإثنين، وقف التداول في أسواقها حتّى إشعارٍ آخر.
وأصدرت البورصة بياناً جاء فيه : “نظراً للإضراب المفتوح المعلن من قبل موظّفي “مصرف لبنان”، وبما أنّ عمليات التداول في البورصة لا تكتمل بشكلٍ كاملٍ وسليم وآمن إلا من خلال مقاصة وتسوية هذه العمليات.
وكون عمليات التسوية والمقاصة أصبحت غير ممكنة من قبل شركة “ميدكلير” بفعل هذا الإضراب وفقاً لتأكيدها، وحماية لحقوق المستثمرين في البورصة، قرّرت بورصة بيروت وقف التداول في أسواقها لحين زوار الأسباب المشار إليها وحتّى إشعارٍ آخر من قبلها”.
ويأتي ذلك مع التصعيد غير المسبوق الذي يقوم به موظفو “مصرف لبنان” الذين أعلنوا إضراباً مفتوحاً اعتباراً من يوم السبت الماضي وذلك احتجاجاً على المس برواتبهم في مشروع الموازنة .
وتم الاتفاق في الإجتماع الذي عقد اليوم الإثنين في “مصرف لبنان” بين حاكم المصرف رياض سلامة ونقابة موظفي المصرف، على فتح عمليات القطع، وتسعير رسمي لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي والعملات الأجنبية الأخرى وإعادة فتح التحاويل الخارجية للقطاعين العام والخاص.
وفي هذا الإطار، أصدرت نقابة موظفي “مصرف لبنان”، بياناً أشارت فيه إلى أنّه “بعد لقاء مجلس النقابة مع حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، حيث تم التباحث بخلاصة الاتصالات التي جرت على ضوء قرار الجمعية العمومية لموظفي مصرف لبنان بتاريخ 4/5/2019 والتي اوصت بالاضراب والاقفال التام المفتوح، بهدف وقف الاجراءات وشطب بنود مشروع الموازنة المتعلقة بمصرف لبنان وحقوق موظفيه، الامر الذي يخالف قانون انشاء المصرف كونه سلطة نقدية مستقلة له استقلاليته المالية والاجارية”.
وأعلنت أنّه “بناء على طلب وتمني من الحاكم على مجلس النقابة وقف الإضراب والاقفال الذي أحدث شللاً في الاسواق المالية وبات يؤثر سلباً على حركة التحاويل الخارجية وحياة المواطنين، وذلك بناء على التطمينات التي تلقاها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعدم تضمين مشروع الموازنة أية بنود تمس حقوق موظفي مصرف لبنان”.
وبعد انتهاء الاجتماع، عقد مجلس النقابة جلسة طارئة واتخذ قراراً بعقد جمعية عمومية، وذلك غدا يوم الثلاثاء بتاريخ 7/5/2019 الساعة التاسعة والنصف صباحاً في مركز النقابة في بيروت لشرح آخر المستجدات وأخذ القرار المناسب على ضوء ما يصدر عن مجلس الوزراء بالنسبة لشطب البنود المتعلقة بمصرف لبنان وحقوق موظفيه”.
ودعت جميع الموظفين من المركز والفروع كافة إلى “الحضور لاتخاذ القرار المناسب”.
تزامناً تجمّع موظفو “مصرف لبنان” في باحات المصرف تأكيداً على استمرارية الاضراب المفتوح ورفض المذكرة الإدارية الصادرة عن رئاسة الحكومة بخصوص حظر الإضراب.
حكيّم: الليرة لن تتأثر
وأكد الخبير المالي جهاد حكيّم في اتصال مع “لبنان 24” أن تعليق التداول في بورصة بيروت ناتج بشكل أساسي عن إضراب المقاصة في مصرف لبنان.
ويشرح حكيّم طريقة عمل البورصة في بيروت، مؤكداً أن أي عمليات بيع وشراء من بورصة بيروت تأخذ عدّة أيام بين تسجيل البيع وبين تنفيذه، وهذه العملية تتم في المقاصة.
ويضيف: “بما أن الإضراب طال المقاصة، فهذا يعني أن عملية تنفيذ أي عملية بيع في بروصة بيروت لن تتم، لذلك من غير الممكن تأخير هذه العمليات إلى حين إنتهاء الإضراب، من هنا بات حتمياً تعليق العمل بالبورصة لوقف عمليات البيت والشراء”.
ويعتبر حكيّم أن تعليق العمل في بورصة بيروت لن يؤثر على سعر صرف الليرة، لأنه قد إستثني من الإضراب عمليات القطع، والسماح بالتحويلات الخارجية للمؤسسات العامة والخاصة، وتسعير الدولار.
وبالرغم من الإستثناءات التي أدت إلى إحتواء الموقف المالي والنقدي، غير أن إستمرار الإضراب لفترة طويلة سيؤدي إلى ريبة ولا إطمئنان لدى المستثمرين.