نسبة البطالة في لبنان حوالي ٣٦٪ أي حوالي ٧٠٠.٠٠٠ ألف شخص عاطلون عن العمل في “قطعة سما” وديع الصافي.
أرقام البنك الدولي تضيف: ٣٠٪ من الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر. تحت خَطّ الكفر.
نموذج ساحل العاج وأبيدجان ومالي والصومال. نتحوّل إلى هذا النموذج بسرعة.
بدأنا على أي حال نشهد ظواهر نَشل وسَلب بقوة السلاح وفِي وضح النهار وتحت عدسات الكاميرات. الجوع أكثر من كافر. الجوع قاتِل. أخاف تعميم هذه المشاهد.
السيارات بالرغم من كونها هياكل فاتحة للشهية، لم تعد هدفاً. كانت سرقة السيارات عموماً للتجارة. الجائع لا يتاجر. الجائع يقتل ليأكل. لا يريد سوى وجبة.
الخشيةُ من رؤية الكثير من هؤلاء يقتحمون السوبرماركت والصيدلية في وضح النهار. المصارف ستكون بمنأى. فيها الكثير من المال. الكثرةُ عبءٌ. المطلوب ميزانيات متواضعة بحجم عُلب التونا والسردين. فراطة لربطاتِ الخبز.
الأزمة لم تعد إقتصادية. بدأت الأزمة تدخل في عصرٍ جديد. عصرُ القتل من أجل الخبز. سيكون هناك خطف ومطالبات بالفدية. يومياتنا ستمتلئ ” بهيئة التحرير في خبرٍ جديد”.
سيكون علينا ربما أن نمتنع عن الخروج من بيوتنا بعد غياب الشمس. الظلمة قد تهاجمنا كل ليلة. سنسمع صراخاً في أزقّةٍ لا يجوبها سوى المنقِّبين في مستوعبات القمامة نهاراً والقطط والملثمين ليلاًً.
الأسلحة الفردية ستُحمَلُ في وضحِ النهار والعصابات ستُخرِجُ أفواه بنادقها الرشاشة من شبابيك السيارات. ستطغى صفارات إنذار دوريات الشرطة وسيارات الإسعاف على كل الزمامير السياسية.
إلتَهَمَ الإقتصادُ السياسة. سيتمُّ إطلاقُ النار على الأرقام والإصلاحات عند أوّل حاجز طيّار.
السياسيون في وادٍ والوطن في وادٍ آخر. قضاةٌ وعسكرٌ ومعلّمون ونقابات وموظفون وقطاعات واسعة تنصبُ خيماً. تعتصم وتُضرِب. الإضرابات مفتوحة.
إزاء ما يحدث يلحس السياسيون البوظة على كورنيش الغيبوبة. يدخنون أراكيل العجمي. يستقلّون المواكب. يتراشقون بالعفّة ويطلبون من الشعب صبراً على الشدائد وربط أحزمة.
أما نحن فبدأنا نسمع بالمندوب السامي. البنك الدولي. أبانا الذي في واشنطن سيفتح فرعاً عندنا. تفليسة شرعية لدولة مارقة.
سنأخذ خرجيَّتَنا قريباً من موظّفين دوليين. بعدها سيكونُ كلُّ شيئٍ محَلَّلاً. إلغاء حق العودة. التوطين. نازحون سيستقرّون حيث هم. ترسيم حدود ووجود على وقع إفلاس القرار الوطني. كل الموبقات ستصير حلالاً. دولة تحت وصاية. بعد حصر إرثِها لن نحصلَ منها سوى على عَلَمٍ مُنَكَّس ونشيد مكبوت.
شكراً.
روني ألفا