في ظلّ الفوضى والفساد المستشري والحملات المُنظّمة لسدّ مزاريب الهدر ومعالجة التعدّي على الاملاك العامة في ظلّ الاصلاحات القضائية والامنية المزعومة، تُظهر الوقائع عجز الدولة عن ضبط العديد من عمليات السطو والتسلّط الحاصل في العديد من المرافق العامة والخاصة ومنها ما يتم بغطاءٍ دينيّ!
ووجهت “مؤسسات الامام مهدي شمس الدين” كتاب تطلب فيه “رفع التعدي الحاصل عبر وضع حد لسرقة التيار الكهربائي”، مطالبة بقطع التيار اثر تعرضها للسرقة و”التعليق بصورة غير شرعية على خط التغذية الخاص بالجمعية”، وذلك بعد مراجعات كثيرة تقدمت بها، ولم تعدم وسيلة لتحصيل حقها او محاولة الا وقامت بها عبر الوسائل القانونيّة من خلال القضاء المختص وصولاً الى الطرق الشرعية.
وجاء في الكتاب :”بتاريخ 2 آب 2017، وقع اعتداءٌ على مجمع شمس الدين الثقافي في بيروت من قبل افراد مسلحين من حركة امل وآخرين غير مسلّحين يعملون بتوجيه من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ويقولون انهم موظفون لديه منهم المدعو حسين عبد الامير دمشق وهو من من عناصر حركة امل في الشياح بالإضافة الى المدعو علي رضا حايك والمدعو خضر نجيب يونس اذ قاموا بالدخول عنوة وبالترهيب بالسلاح الى المجمع القائم على قسم من العقار 1925 من منطقة المزرعة العقارية… بحيث دخلوا عنوة بالخلع الى غرفة التوزيع الكهربائي الواقعة داخل المجمع والخاصة بالجمعية ومؤسساتها ومنشآتها.. وقاموا باستجرار الطاقة الكهربائية بشكل غير شرعي عبر التعليق مباشرة على خط التغذية الخاص بالجمعية الى جامع الامام الصادق الذي انشأته الجمعية عام 1998 على القسم الذي تشغله من العقار 1925 – مزرعة بشكل غير قانوني، والذي وضع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يده عليه بشكل غير قانوني منذ آواخر العام 2015 وصار موضوعا لعدة دعاوى قضائية تقدمت بها الجمعية ضد المجلس الشيعي”.
طلب الجمعية، قوبل بالرفض وعدم الاستجابة من قبل المؤسسة التي “رفضت التدخل بالرغم من ثبوت التعدي”، معتبرة انه “لا يوجد تعدّ وان الجمعية مسؤولة عن تسديد كامل قيمة الفواتير”!
بعد رفض مؤسسة كهرباء لبنان التجاوب معها، طلبت الجمعية “من المجلس الشيعي الاعلى مباشرة بكتاب مفتوح مبلغ عبر الكاتب العدل ازالة التعدي فورا والامتناع عن تجاوز القانون والايذاء قصدا”.
كما طلبت ” من المجلس الشيعي الامتناع عن تغطية سرقات بإسم الدين وانه لا يجوز اقامة صلاة في مكان مغصوب ولا رفع الآذان بكهرباء مسروقة”.
وبحسب الكتاب، فإنّ المجلس الشيعي لم يستجب لا لنداء القانون ولا لنداء الايمان”.
ازاء التجاهل وعدم ايفاء “مؤسسات الامام مهدي شمس الدين” حقها وعجزها عن منع التعدي على العقار الذي اثبتت بالوثائق والادلة ملكيتها له، وبناء على ما تقدم، طلبت الجمعية اخيرا، من مؤسسة كهرباء لبنان “قطع التيار الكهربائي عن الساعة العائدة لها”.
بعد نشر الوقائع هذه، يبقى السّؤال :”من يردع العصابات المتفلتة من قبضة القانون، والى متى يبقى التحايل على القضاء سمة بلد “لعنته” في المذاهب والاديان؟”.