خفايا ساعدت بملاحقة البغدادي : هل فرّ إلى ليبيا ؟

أوردت صحيفة “غارديان” البريطانية أنّ زوجة مسؤول كبير في تنظيم “داعش”، نسرين أسعد إبراهيم المعروفة بـ”أم سياف”، قامت بعد احتجازها قبل أربع سنوات، بدور مركزي في جهود ملاحقة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وأفادت الصحيفة بأنّها أجرت في معتقل بمدينة أربيل أول مقابلة صحفية مع “أم سياف”، المحكوم عليها بالإعدام في العراق، واحتجزت في العام 2015 جرّاء عملية نفذتها القوات الخاصة الأميركية في حقل العمر النفطي بدير الزور، وتمّ خلالها القضاء على زوجها فتحي بن عون بن الجليدي مراد التونسي المعروف بأبي سياف، وهو”وزير النفط” في “داعش” وأحد أصدقاء البغدادي المقربين.

وكشف مسؤولون أكراد للصحيفة أنّ “أم سياف”، 29 عاماً، وهي أرفع إمرأة أسيرة من عناصر “داعش”، بدأت في أوائل العام 2016 بالكشف لوكالة الـ”CIA” والإستخبارات الكردية، عن معلومات سرّية حساسة للغاية حول التنظيم وزعيمه، ساعدت في جهود ملاحقة البغدادي، واستغرقت جولات استجوابها ساعات. ومن بين تلك المعلومات، كشفت “أم سياف” معطيات مهمة جدّاً عن تنقلات البغدادي وشبكة مخابئه السرية.

وأكّد مسؤولون أكراد أنّهم كانوا في شباط 2016 قاب قوسين من تصفية البغدادي، إذ كشفت “أم سياف” للإستخبارات الكردية منزلاً في الموصل يعتقد أنّ زعيم “داعش” اختبأ فيه حينئذ، لكن المسؤولين الأميركيين قرروا الإمتناع عن استهداف المنزل، وعرفوا لاحقاً أن المطلوب الأوّل على مستوى العالم كان في الواقع داخله، على الأرجح، في ذلك اليوم.

وأكّدت “أم سياف” للصحيفة أنّها التقت مراراً وتكراراً زعيم “داعش” لكونها زوجة أحد أهم مسؤولي التنظيم، وحضرت تسجيل البغدادي خطابات دعائية لعناصر التنظيم. وفي هذا السياق، قال مسؤول إستخباراتي كردي رفيع المستوى إنّ أم سياف أعطت للاستخبارات صورة واضحة جدّاً لهيكل عائلة البغدادي ومحيطه، وساعدتها في التعرف على المقربين من زعيم “داعش” وكشف الأدوار التي يقومون بها في التنظيم، وكانت هذه المعلومات مفيدة للغاية.

ورجحت أم سياف أن البغدادي يوجد الآن في العراق، موضحةً أنّه يشعر دائماً بالأمان في هذه البلاد، خلافاً لسوريا. وأم سياف متورطة في جرائم وحشية، بما فيها اختطاف نساء وفتيات إيزيديات وموظفة الإغاثية الأمريكية كايلا مولر واغتصابهن من قبل البغدادي وغيره من قادة التنظيم. وأكّد مسؤول إستخباراتي كردي آخر أنّه من غير المرجح أنّ يتمّ تخفيف الحكم الصادر بحق أم سياف، حتى في ظلّ أهمية المعلومات التي كشفتها.

البغدادي إلى ليبيا؟
وفي خضم التكهنات التي تحيط بمصير البغدادي، كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن قائد التنظيم فرّ إلى ليبيا. وقالت المجلة إنّ السلطات التونسية تعيش حالة من الإستنفار الأمني، بعدما وردت معلومات عن وجود البغدادي، في الجار الذي يعاني فوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.

وأوردت المجلة نقلاً عن مصادر وصفتها بـ”الإستخباراتية”، أن تونس تلقت معلومات بشأن البغدادي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضدّ “داعش” في كلّ من سوريا والعراق.

وخلال الآونة الأخيرة، تحدث البغدادي في مقطع فيديو، في أول ظهور له منذ سنوات، وأثارت العودة المفاجئة إلى الساحة مخاوف بشأن “انبعاث” التنظيم على الرغم من خسارة آخر معاقله في سوريا.

وبدا البغدادي جالسا داخل خيمة، وأمسك ملفات، ثمّ أكّد مسؤولية “داعش” عن هجمات سريلانكا الدامية، وتوعد بالإنتقام لعناصر التنظيم الذين جرى قتلهم أو اعتقالهم في عدد من مناطق العالم.

وفي وقت سابق، ذكر موقع “تونيزي نيميريك” التونسي أنّ زعيم “داعش” لجأ إلى ليبيا بعدما مني مقاتلوه بهزيمة في قرية الباغوز، بمحافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، المعقل الأخير لهم.

وذكر تقارير إعلامية أنّ قوات بريطانية أجلت عدداً من عسكرييها في ليبيا، بعدما تلقت معلومات عن احتمال وجود البغدادي في هذا البلد.

ورغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هزيمة تنظيم “داعش” الذي لم يعد يسيطر على أيّ أراض، يقول متابعون إنّ المتشددين ما زالوا يؤثرون على عدد من الخلايا النائمة، وبوسعهم أن يحركوها في دول مختلفة.

اخترنا لك