الأسد بموقف صعب بسبب الخلافات بين روسيا وإيران ورجال أعمال لبنانيون إلى الضوء

نشرت قناة “TRT” التركية تقريراً تساءلت فيه عما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يستطيع الحفاظ على علاقته مع حليفيه روسيا وإيران “اللذيْن يبدو أنّهما يتسابقان على رسم مستقبل البلاد الاقتصادي” مع اقتراب الحرب من نهايتها.

ونقلت القناة عن المحلل العسكري البارز نافار صبان تأكيده أنّ التصدعات بين إيران وروسيا “لطالما كانت قائمة ولكن بحالة سبات”، وتوقعه أن تتفاقم لتضع الأسد في موقف صعب. وقال صبان : “سنشهد على منافسة جلية أكثر، ليس بينهما بشكل مباشر بل بين لاعبيهما المحليين”.

القناة التي أوضحت أنّ نخبة رجال الأعمال السوريين – الذين وقفوا إلى جانب الأسد- يتمتعون بنفوذ أكبر على مستوى رسم مستقبل البلاد الاقتصادي بالمقارنة مع السياسيين، سلّطت الضوء على التدابير التي اتخذتها السلطات السورية بحق شركات رجل الأعمال رامي مخلوف في أوائل أيلول الجاري، لافتةً إلى أنّه يتردد أنّه ممنوع من مغادرة سوريا.

وفي هذا السياق، حذّر المحلل الروسي أليكسي خليبنيكوف من أنّ هذه التقارير، إذا كانت صحيحة، تدل إلى وجود تصدعات مستحكمة في أوساط نخبة رجال الأعمال السوريين من جهة، وإلى مدى افتقار الأسد إلى المال من جهة ثانية.

بدورها، بيّنت القناة أنّه تردّد أنّ دمشق مارست ضغوطاً على عدد من رجال الأعمال الموالين للأسد، حيث طُلب منهم ملء خزنات الدولة الفارغة، قائلةً : “بدلاً من الاستسلام، انقلبوا على النظام مع تردي الوضع الاقتصادي”.

توازياً، رأى خليبنيكوف أنّ هذه الخطوة تدل إلى صراع ما داخل النظام، نظراً إلى أنّه يقترب سريعاً من مرحلة يتعيّن عليه أن يعمل فيها على “تحجيم نفوذ إيران” في ضوء “ضغوط الروس المتنامية على دمشق”.

وفيما تحدّثت القناة عن عمل مخلوف مع إيران، نقلت عن صبان قوله : “في السنوات السابقة، نجح مخلوف في بناء علاقة مع الحكومة الإيرانية وفي مساعدة رجال الأعمال المرتبطين بها في سوريا على إبرام بعض العقود. وعبر ممارسة ضغوط على مخلوف، تسعى روسيا إلى تحجيم وجود أعمال الشركات المرتبطة بإيران المتنامي بقدر استطاعتها”.

القناة التي رأت أنّ النفوذ الشركات الإيرانية المتنامي في سوريا لا يعد إشارة جيدة بالنسبة إلى روسيا، نقلت عن صبان، الذي أجرى بحثاً حول شركات البناء الخاصة في سوريا، كشفه أنّ روسيا عرقلت عدداً من المشاريع الإيرانية منذ تموز الفائت.

وتابع صبان بأنّ إيران تمارس أنشطتها التجارية عبر رجال أعمال لبنانيين بشكل أساسي، كإجراء حمائي، مضيفاً بأنّها تركز على إعادة الإعمار ولكن على نطاق ضيق.

وفي هذا الإطار، نقلت القناة عن تقرير صدر عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية قوله إنّ وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية وافقت على إنشاء 297 شركة خاصة على الأقل، بما فيها مؤسسات لرجال أعمال لبنانيين.

بالعودة إلى الطريقة التي سيتعاطى بها الأسد مع الخلافات الروسية / الإيرانية، نقلت القناة عن خليبنيكوف اعتباره الهدف المشترك الذي يجمع الأسد وحليفيه “قوي بما فيه الكفاية للحؤول دون حصول طلاق روسي / إيراني”.

اخترنا لك