ترى المخرجة المغربية مريم توزاني أن ترشيح فيلمها الروائي الأول (آدم) لتمثيل المغرب في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هو اعتراف بجيل جديد من صناع السينما في المغرب والمنطقة.
وقالت في مقابلة مع رويترز يوم الاثنين 23 سبتمبر 2019: “شرفت بترشيح فيلمي لتمثيل المغرب في الأوسكار، أعتقد أن الأمر لا يتعلق بكونه الفيلم الأول لي أو العاشر لكن بجودة الفيلم”.
وأضافت “الترشيح أمر ملهم لي وللكثيرين من جيلي في المنطقة. اعتبره اعترافا بجيل جديد من صناع السينما”.
وعملت توزاني (39 عاما) على عدد من الأفلام القصيرة قبل إخراج فيلمها الروائي الأول (آدم) الذي عرض بمهرجان كان السينمائي هذا العام وجاء عرضه العربي الأول بمهرجان الجونة السينمائي يوم الأحد 22 سبتمبر الجاري.
يتطرق الفيلم لواحدة من أبرز المشكلات الاجتماعية بالمغرب وهي الحمل خارج إطار الزواج الشرعي من خلال قصة سامية التي تترك بيت أهلها حتى لا ينكشف أمر حملها وتظل تتجول بحثا عن مأوى حتى تضع مولودها وتقودها هذه الرحلة إلى منزل عبلة وطفلتها وردة.
بمرور الوقت تنشأ علاقة إنسانية بين الثلاثة إلى أن يصل المولود المنتظر حيث ينشأ صراع جديد داخل سامية بين التخلي عن ابنها آدم والحفاظ عليه في مجتمع ينبذ المولودين خارج إطار الزواج الشرعي.
وقالت توزاني “أعرف أن الحمل خارج إطار الزواج مشكلة مزعجة، وهناك لجنة رسمية تشكلت لاختيار الفيلم المرشح للأوسكار، ومعنى أنهم اختاروا هذا الفيلم أن هناك إرادة حقيقة للنقاش وطرح القضية”.
وأضافت “السينما قادرة على تغيير الكثير في المجتمع، وهذا الفيلم لا يتحدث فقط عن النساء لكنه يخاطب الإنسانية بشكل عام، فالمولود الذي جاء للدنيا ليس له أي ذنب ويستحق العيش دون تمييز ضده”.
وتابعت قائلة “حتى اسم الفيلم اخترناه “آدم” إشارة إلى المساواة بين جميع البشر، فجميعنا أبناء آدم”.
الفيلم بطولة نسرين الراضي ولبنى أزبال وعزيز حطاب ودعاء بلخودة وحسناء طمطاوي، ونال جائزة “أفضل ممثلة” من مهرجان ديربان في جنوب أفريقيا في يوليو تموز 2019.
وبعد انتهاء عرضه في مهرجان الجونة السينمائي يتنقل الفيلم بين عدد من المهرجانات من بينها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نوفمبر تشرين الثاني 2019.