بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية بانتخابات المغتربين على دفعتين، تتجه الأنظار الى المرحلة الثانية المقررة الخميس لاقتراع الطاقم الإداريّ الذي سينظم المرحلة الثالثة من الانتخابات الأحد 15 أيار المقبل.
وتوقع خبراء انتخابيّون لـ«البناء» أن تعكس انتخابات المغتربين الانتخابات في الداخل رغم اختلاف المعايير والظروف، لا سيما نسبة الاقتراع المرتفعة، ومقاطعة الجزء الأكبر من السنة للانتخابات لا سيما في السعودية بسبب مقاطعة تيار المستقبل لها تعاطفاً مع الرئيس سعد الحريري، إضافة الى ضعف وتشظي تجمعات ومنظمات «المجتمع المدني» و«القوى التغييرية» مقابل تثبيت الأحزاب قوتها وحضورها.
كتبت” النهار”: مع توغل العد العكسي لليوم الانتخابي الكبير في لبنان الاحد المقبل واحتدام المناخ والاستعدادات الأخيرة للموعد الفاصل، لم يكن مفاجئا ان يشرع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بكون حزبه قاطرة التحالف السياسي والانتخابي لمحور “الممانعة ” الذي يضم السلطة والعهد واطراف 8 آذار، في تدشين الأسبوع الحاسم بحملة هجومية عنيفة على سائر الافرقاء السياديين والتغييريين المنادين باحادية سلاح الدولة وقرارها ومواجهة سيطرة الدويلة المسلحة بترسانة إيرانية على الدولة اللبنانية.
وبدا مجمل المشهد امس تحت وطأة وقائع الاقتراع الاغترابي الذي يبدو من المعطيات المؤكدة حول توقعات نتائجه، غير الرسمية طبعا، انه اثار الكثير من التوجس لدى اطراف السلطة الامر الذي بات يخشى معه اكثر على الاجراءات التي ستتخذ لمنع تزوير بعض النتائج او التلاعب بها اذا بلغت حدود التأثير الخطير على نتائج الانتخابات في الداخل.
وكتبت” اللواء”: بقيت الانظار متجهة ايضاً الى ما موقف جمهور تيار المستقبل يوم الاحد حول المشاركة، وسط حملات لمناصريه على الارض وعبر مواقع التواصل تحت عنوان «مقاطعة لعيونك». فيما قالت مصادر التيار لـ «اللواء» انه لم يصدر لا عن الرئيس سعد الحريري ولا عن قيادة التيار اي كلام بالدعوة للمقاطعة من عدمها، لكن هناك فئة من جمهور المستقبل تعتبر انه بعد قرار الحريري لا احد يمثلها فقررت المقاطعة، كما ان هناك فئة من الجمهور تريد الذهاب للتصويت وهذا خيارها. اما موقف التيار الرسمي فلا زال هو ذاته كما اعلنه الرئيس الحريري، وكل ما يُشاع ويُقال عن ضغوط واتصالات هو من ضمن الحملات الممنهجة ضدنا، ونحن نراقب المشهد من بعيد.
وكتبت” الديار”:اقفل «الباب» على عملية اقتراع المغتربين «المخيبة» بارقامها للكثير من القوى التي لم تجد اجوبة على اسباب امتناع نحو 40 بالمئة من المسجلين عن الاقتراع، واذا كان الناخب السني المغترب قد وجه «رسالة» واضحة بالتضامن مع «اعتكاف» الرئيس سعد الحريري، حسم تيار المستقبل مقاطعة انصاره العملية الانتخابية في 15 ايار، فيما الرهان لدى البعض يبقى منصبا على تاثيرات مرتقبة لاصوات المغتربين في دائرة بيروت الاولى، والثانية والشمال الثالثة، وذلك على الرغم من ان التقديرات الاولية للاحصاءات الجادة تشير الى ان التنافس سيكون في هذه الانتخابات على 7 مقاعد فقط فيما المتفائلون ياملون بان ترتفع المنافسة على عشرة. اما التقارير الغربية من بيروت فتميل الى حسم نجاح حزب الله وحلفائه بالحفاظ على الاكثرية النيابية مع اقرار بعدم امكانية التشكيك بالنتائج وشرعيتها.
وقد بدأ «التيار الازرق» حملة اعلامية ممنهجة ضد القوات اللبنانية، وضد «الخونة» الذين يحاولون وراثة الحريري سياسيا، وأكدت مصادر تيار المستقبل ان التوجه بات محسوما بعدم المشاركة في الإنتخابات لا اقتراعاً ولا دعوة للإقتراع لأي مرشح.”
وجاء في افتتاحية” نداء الوطن”: انتقلت راية المسؤولية الانتخابية عملياً من وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية التي تحولت على بُعد 5 أيام من الاستحقاق أشبه بخلية نحل، تتربّع على رأس أولياتها ومهامها الأساسية في ضمان حسن سير اليوم الانتخابي وتحصينه في مواجهة المخاطر والخروقات الأمنية، مهمة ضمان تأمين التيار الكهربائي والانترنت في مراكز الاقتراع للحؤول دون حصول أي انقطاع أو خلل لوجستي يهدد سلامة العملية الانتخابية ويعكر صفو إدارة هذه العملية بدءاً من الأقلام، ووصولاً إلى فرز الأصوات، الذي أكد وزير الداخلية بسام مولوي أنه سيعتمد على “تقنيات جديدة” تُستخدم للمرة الأولى في لبنان، بما يشمل “الفرز الإلكتروني للأصوات من قبل لجان القيد الابتدائية والعليا في كل قضاء”.
وبالانتظار، تزاحمت الخطابات الانتخابية خلال الساعات الأخيرة لحضّ الناخبين على الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع للاختيار بين مشروعين، الأول تخوض من خلاله أحزاب المعارضة وقوى التغيير معركة تحرير الدولة ومؤسساتها من سطوة سلاح “حزب الله” والنفوذ الإيراني في البلد، والثاني يخوض من خلاله “حزب الله” معركة تكريس هذه السطوة بالتكافل والتكامل مع “التيار الوطني الحر” الذي شنّ رئيسه جبران باسيل أمس حملة شرسة من بعبدا في مواجهة أخصام “حزب الله” المسيحيين بلغ معها حد مهاجمة كل من يقول بوجود “احتلال إيراني” في لبنان، ليتقاطع بذلك مع مضامين الخطاب الانتخابي الذي ألقاه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي خصصه لتمجيد “السلاح” والتشديد أمام ناخبيه على ضرورة التصويت للوائح “حزب الله” وحلفائه باعتبارهم يصوّتون بذلك لحماية سلاح “حزب الله” وبقاء “المقاومة المسلّحة” والتصدي لما وصفها “حرب تموز سياسية” تستهدف نزع هذا السلاح.