يُحمِّل الكثيرون زيارة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الرئيس نبيه بري أمس أكثر ممّا تَحتَمِل على أنها زيارة للتهنئة بعد إنتخابه رئيساً للمجلس النيابي لولاية سابعة، فهو الآتي مِن بلاد “العام سام” بعد جوْلة وُصِفت بالمُهمة لما حَملت من رسائل لا تقتصر فقط على الهدف المُعلن عنها.
وتؤكّد مصادر قريبة من عين التينة قبل الدخول في أي تحليل للزيارة، أنّ “من عادة اللواء إبراهيم أنْ يزور الرئيس برّي بعد عودته من أيّ مهمة رسمية في الخارج لإطّلاعه على نتائج مهمته، فالرجلان على تنسيق تامّ في كافّة الأمور”.
ومِن هُنا ترى المصادر أنّ “الزيارة جاءت في إطارها الطبيعي”، ولكن ألم يَحمل للرئيس بري أيّ أجواء تُلامس موضوع ترسيم الحدود؟ تنفي المصادر ذلك وتلفت إلى أنّ “مهمة اللواء إبراهيم صحيح أنها تحمل أكثر من دلالة يُمكن للمُحللين الغوْص بها وتحميلها أبعاداً أكثر من مناقشة قضايا الأسرى الأميركيين في الشرق الأوسط”.
وتَجزم المصادر، أنّ “اللواء إبراهيم لم يَحمل أيّ رسالة مِن لبنان وإلى لبنان بما يتعلّق بموضوع الترسيم، حتى إنّ ما أُشيع عن لقائه مع المسؤول الأميركي في ملف الترسيم هوكشتاين غير دقيق فالأخير لم يَكن مُتواجداً في أميركا خلال زيارة اللواء إبراهيم، كما أنّ الإتصال مُباشر بين هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين المعنيين وهو إلتقى رأس الهرم في لبنان أيّ رئيس الجمهورية وقدَّم إليه العرض المُباشر للترسيم، إذاً لا حاجة لتحميل اللواء إبراهيم أية رسائل في هذا الإطار”.
وتُتابع، “حتى إنّ ما أُشيع عن رسائل حملها إلى واشنطن من حزب الله لا يَمت إلى الواقع بصلة ففي حال أراد حزب الله توجيه رسائل إلى الجانب الأميركي يتعلّق بالترسيم أو الأوضاع الداخلية فالأقرب إليه هي القناة الفرنسيّة لا سيما أن اللقاءات بين السفيرة الفرنسية ومُمثلي الحزب شبه دوريّة والتنسيق مُستمرّ بينهما”.
ووفق المصادر، فإنّه “من الواضح أنّ الزيارة التي حملت أكثر ممّا تحتمل كانت معنيّة فقط بشأن الأسرى الأميركيين من سوريا إلى العراق إلى إيران، وهذه بالتحديد حدود الزيارة”.
وتُعلّق المصادر على “ما قاله اللواء إبراهيم خلال الزيارة عن إحتمال إنفجار إجتماعي قد يتسبّب بإنفجار أمني”، مؤكّدة أنّ “هذا الكلام أتى في سياق الرد على سؤال عن إحتمال إنفجار إجتماعي فكان الرد أنّ ذلك قد يتسبّب بفوضى أمنيّة، إلّا أنّ المُعطيات بعيدة تماماً عن إمكانيّة حدوث إنفجار أمني”.