مع انطلاق أعمال المجلس النيابي، ظهر نوع جديد من الإصطفافات السياسية، غاب عنها تيار “المستقبل”، رغم وجود نواب قدامى “المستقبل”، وفق ما هو متداول، وينفيه النائب السابق في التيار الدكتور محمد الحجار، مؤكداً ل “ليبانون ديبايت”، إن الأسباب التي دفعت الرئيس سعد الحريري، إلى مقاطعة الإنتخابات النيابية وتعليق العمل السياسي في المرحلة الراهنة ما زالت قائمة ولم تتغيّر.
فالرئيس الحريري أخذ هذا القراربتعليق عمله السياسي، لأنه كان يدرك مسبقاً بسبب قناعةٍ تكرّست لديه مفادها أنه ومع أكثرية هذه الطبقة السياسية، لا يمكن الوصول لتحقيق الإصلاح المطلوب الذي يُخرج لبنان من أزمته ويلجم الإنهيار الحاصل.
وإذ أكد الدكتور الحجار، تأييده لهذه القناعة الموجودة عند الرئيس الحريري، تمنّى أن لا تكون صحيحة ودقيقة، علماً أنه من الواضح أن الامور تراوح مكانها، وهذا ما هو متداول اليوم في كل الأوساط الاعلامية كما في الشارع حيث بات مؤكداً ان هناك نوعاً من العقم بفعل ما يحصل من أداء.
ونفى الدكتور الحجار أن يكون في صفوف المجلس النيابي أي نواب ينتمون إلى تيار “المستقبل”، وإن كان البعض يسميهم “قدامى المستقبل”، وقال” ليس هناك من شيء إسمه كتلة تيار المستقبل في المجلس النيابي، ولكن تيّار المستقبل ما زال موجوداً بالطبع وإن كان قد قام بتعليق عمله السياسي وهو ينكبّ اليوم على التحضير لمؤتمره العام القادم، والذي لم يتحدد موعده بعد”.
ورداً على سؤال حول جدول أعمال هذا المؤتمر، أوضح الحجار، أنه يهدف إلى إعادة النظر في العديد من الأمور، سواء على صعيد التنظيم أوسواء على مستوى إعادة الهيكلية في التيار، مؤكداً أن الحديث عن كتلة نيابية قريبة من تيّار “المستقبل”، هو حديث إعلامي لا يعكس الواقع على الإطلاق، لأن الرئيس الحريري قال بشكل واضح، إنه غير معني بكلّ عمل سياسي يحصل في هذه الظروف، وقراره ما زال ثابتاً لجهة تعليق العمل السياسي بالكامل، ومن دون أن يعني هذا الأمر، الإبتعاد عن الامور الإنسانية والحياتية للمواطن، مع العلم أنه يتمّ التحضير لانطلاقةٍ متجددة في المرحلة المقبلة على صعيد العمل الإنساني والإجتماعي.
وحول موعد عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، كشف الدكتور الحجار، أنه عاد من الولايات المتحدة الأميركية، حيث حضر حفل تخرّج ابنه، إلى مقرّ عمله في ابو ظبي، ولكنه سيكون في بيروت في وقت قريب، موضحاً أنه ما من إجتماعات عن بعد مع الرئيس الحريري في الوقت الحالي ، ولكن ما يحصل هو لقاءات في إطار التيّار ولكن ليست اجتماعات رسمية.
وعن مشهد الجلسة النيابية الأولى، لم يخف الحجار بأنه من المؤكد أن تفاهمات قد حصلت بين القوى السياسية، وأدت إلى النتائج التي تحققت، متمنياً لؤئيس المجلس نبيه بري والمجلس النيابي، التوفيق في تحقيق أي خطوات تسمح بالخروج من الأزمة، وإن كانت الامور لا تبشّر كثيراً بالخير، خصوصاً وأن أي إنقاذ لن يتحقق إلاّ عبر الإصلاح والتشريعات في المجلس أو في مشاريع واقتراحات قوانين في الحكومة المقبلة.