بقلم وليد خوري
حُسمَ الجدل إزاء زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين. وبحسب مصادر “ليبانون ديبايت”، من المرتقب أن يصل المبعوث الأميركي أرض مطار بيروت بعد ظهر الإثنين أو صباح الثلاثاء على أبعد تقدير. وقد مهّد هوكشتاين لزيارته من خلال إطلالة له عبر قناة “الجزيرة” القطرية، أمس الأول، رسم خلالها نطاق زيارته مبشّراً بالعمل على إعادة إطلاق مسار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة.
مواكبة زيارة هوكشتاين تتمّ على أعلى المستويات، ويصادف اليوم موعد اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا، لإنجاز “ورقة عمل” لمواكبة جدول أعمال الزيارة. وفيما تناولت أوساط، إحتمال عدم مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري المعترض على عدم الأخذ بـ “الإتفاق الإطار” كمرجعٍ للمحادثات، قالت مصادر عين التينة لـ “ليبانون ديبايت”، أن بري “قد يعود ويشارك”، إنسجاماً مع قناعته في ضرورة العودة لإطلاق مسار ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وذلك بعدما نال “أجوبةً” حول تساؤلات جديّة طرحها حول ما يتعلق بمستقبل عملية الترسيم، وبعدما تأكّد لديه أن ثمة مساعٍ حقيقية لإعادة إطلاق المسار وفق الرؤية المرجعية في “الإتفاق الإطار”.
من جانبٍ آخر، يُعدّ “اجتماع بعبدا” السبت، ممراً إلزامياً لعبور الموقف الموحّد الذي تتمّ حياكته لإبلاغه إلى الوسيط الأميركي. وفي المعلومات، أن هوكشتاين الذي كان سابقاً قد هدّدَ بإيقاف وساطته في حال استمرّ الفريق العسكري التقني بطرح الخطّ 29 كخيار لبناني، نال “تطمينات” بإجراء “تحسينات” على المطالب اللبنانية كي تنسجم ومضمون وساطته، من بينها تقديم جواب “دبلوماسي” حيال العرض الذي تقدّم به لحل مشكلة الحدود في شباط الماضي. ويتردد أن هوكشتاين قد تبلغ بأن الوفد التقني “أصبح خارج الخدمة” نتيجة تقاعد رئيسه، وأن البحث جارٍ حول إعادة إطلاقه بصيغةٍ جديدة.
وفيما تخوّفت أوساط على صلة بملف المفاوضات غير المباشرة وترسيم الحدود البحرية لـ “ليبانون ديبايت”، أن يؤدي التداخل والتشاور الذي تتولاه أطراف على صداقة مع هوكشتاين إلى إنتاج “جدول أعمال” موازٍ لذلك الرسمي، قالت إن التداخل في العلاقات يؤثر على الرؤية الموحّدة التي يُعمل على إنضاجها، ويؤدي إلى “تشتيت” تُسأل عنه الجهات التي وضعت نفسها في تصرف الإدارة الأميركية، والتي أوحت في الداخل اللبناني أنها تدخّلت من أجل وضع حدٍ لما يجري عند الحدود البحرية الجنوبية، مشكّكة بأهدافها الحقيقية.
وفي حين بقي نشاط هوكشتاين مجهولاً ، فإن أكثريةً نيابية عابرة للتكتلات والإصطفافات تُراهن على زيارته من أجل إنتاج شيء ما جديد. ومن المتوقع أن يمكث في بيروت لمدة 24 ساعة أو أكثر بقليل قبل أن ينتقل إلى تل أبيب ومن بعدها إلى واشنطن. وعُلم أن ترتيبات تجري من أجل لقاءات جانبية تعقد بينه وبين الرؤساء الثلاثة، ووزير الخارجية وقائد الجيش، تتناول الموضوع نفسه، وهو ما قد يسهم في تشتيت الرؤية الموحدة وإسماع هوكشتاين أكثر من موقف. غير أن أوساطاً أخرى، أشارت لـ”ليبانون ديبايت” أن العمل جارٍ على عقد “لقاء عمل” بمشاركة الجميع في قصر بعبدا.
وكشفت عن احتمال عقد لقاءات من خارج جدول الأعمال والإهتمام الإعلامي. والمثير للإنتباه، أن هوكشتاين الذي وصلته دعوات نواب “قوى الإعتراض والتغيير” لتوقيع التعديلات على المرسوم 6433 بما يشمل توسيع الحدود اللبنانية بإتجاه الخطّ 29، قد يطلب لقاءً مع هؤلاء أو من ينوب عنهم، لاستطلاع موقفهم، وهو ما رأت فيه مصادر “محاولة من قبله لتعديل وجهة نظرهم”.
ويختم هوكشتاين زيارته إلى بيروت بعشاء يقام على شرفه في دارة نائب رئيس مجلس النواب والموكل من قبل رئيس الجمهورية متابعة ملف الترسيم، الياس بو صعب.