يظهر جلياً ما تعانيه الطائفة السنّية من أزمة سياسية وضياع وإرباك لم يسبق أن شهدتها في أصعب الظروف التي مرّ بها البلد، الأمر الذي تجلّى في الآونة الأخيرة على صعيد الإستشارات النيابية الملزمة، إضافة إلى ما سبقها من انتخابات اللجان النيابية، بحيث سيطر “حزب الله” على المجلس من خلال ترؤسه لأربع لجان، فيما حازت الطائفة السنّية على رئاسة ثلاثة لجان، وهي التي تعتبر الطائفة الأكبر.
وهنا، يتحرك النائب اللواء اشرف ريفي وبما يشبه الإنتفاضة على هذا الواقع، وهو الوحيد الذي قاطع الإستشارات النيابية الأخيرة، على خلفية أنه يرفض لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، وقد أطلق عليه إسم “نيرون”، رافضاً كل ما يجري، وتحديداً إعادة الرئيس نجيب ميقاتي إلى رئاسة الحكومة، وكذلك، تسمية السفير نوّاف سلام، على الرغم من أن ريفي يردّد في كل مجالسه، بأنه يكنّ له الإحترام لكفاءته العملية والقضائية، ولكنه يعتبر أن خيار انتقاء الشخصية التي ستكلّف يجب أن يكون في عهدة قيادات ومرجعيات ونواب الطائفة، كما هي الحال لدى “الثنائي الشيعي” وبكركي، بمعنى أنه لا يقبل بإملاءات أي طرف لاختيار هذه الشخصية أو تلك.
وفي سياق متصل، فإن ريفي، المنزعج والمستاء لواقع الحال الراهن داخل طائفة مؤسّسة ومؤثّرة، ولم تعد تملك أي وسيلة إعلامية بفعل كل ما جرى من ممارسات وتسويات وسياسات لمرجعيات هذه الطائفة، فإنه قرّر المواجهة والمعارضة، ليس فقط من زاوية طائفية، بل من منطلق وطني، لأن الطائفة السنّية، كما يقول ريفي، سيادية واستقلالية وقدّمت كوكبة من الشهداء من كبار السياسيين ورجال الدين.
وبالتالي، فإن معارضة ريفي أيضاً، هي للحفاظ على خصائص لبنان التي يدمّرها “حزب الله” الواحدة تلو الأخرى، كاشفاً عن مواصلة تحرّكه مع النواب السياديين والمستقلين لإقامة أوسع جبهة معارضة لمواجهة الإستحقاقات القادمة السياسية والإقتصادية والدستورية، “إذ لن نسمح بانتخاب رئيس للجمهورية كما حصل مع هذا العهد، أو أن نعطي فرصة لجبران باسيل الحاقد والتابع لحزب الله ولإيران، كما لن نقبل أيضاً بأن يكون لبنان تابعاً لطهران ويبقى تحت سلطة الحزب، فهذه الدويلة إلى اندثار، وقد بدأ إفلاس هذا الحزب يظهر بوضوح، فلماذا نعطيهم صكّ براءة ونجاملهم وننصاع لخياراتهم وتوجّهاتهم”؟
ويوضح النائب ريفي، أن ” التحرك الذي نقوم به كي تستعيد الطائفة السنّية دورها الوطني الجامع والمؤثّر، وأن يعود لبنان إلى عروبته، وهذه اللاءات من صلب تحرّكنا كنواب سياديين وطنيين ملتزمين بما عبّر عنه الناس الذين منحونا الثقة، وهي غالية علينا ولن نفرّط بها، شاء من شاء وأبى من أبى”.
وفي سياق متصل علم أن الأيام المقبلة ستشهد تحوّلات كبيرة على صعيد التكتلات النيابية المعارضة والمواقف السياسية البالغة الأهمية، على غرار الدور الذي يقوم به النائب ريفي وآخرين، مما يعني أن لبنان مقبل على تغيّرات وتحوّلات بالغة الدقة والأهمية.
بقلم : فادي عيد