بقلم رماح الهاشم
يبدو أنّ موضوع تشكيل الحكومة مُجمّد إلى ما لا نهاية، فلا مُؤشّرات عن موعد قريب لرئيس الحكومة المُكلف في قصر بعبدا، ومشهد مداهمة مصرف لبنان للقبض على رياض سلامة وما تَبِعه من ردّ من الرئيس نجيب ميقاتي خيْر دليل على أنّ الأمور تتجّه نحو التصعيد وليْس الحلحلة.
وتؤكّد مصادر مُطّلعة لـ “ليبانون ديبايت”، أنّ “كُلّ المعطيات تؤشّر إلى أنّ لا حكومة في المدى المنظور، ولَن يحصل أيّ خرق على هذا الصعيد، بل أنّ الأمور تتجّه نحو الأسوأ، وبالتالي ميقاتي الذي لم يلتقِ رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل ليس بوارد أن يلتقيه الآن أو غداً، لأنّ لرئيس الحكومة إلتزامات دوليّة لن يتراخى في تنفيذها وهو لن يُقدّم أيّ خدمة مجانيّة لباسيل يستفيد منها في تعويم نفسه على المستوى المسيحي أو الوطني مهما كلفّه الأمر”.
وموقف ميقاتي هذا ليس مُرحبّاً به عند حليف باسيل أيّ حزب الله حيثُ تُفيد المعطيّات أنّ “الأخير يقف خلف باسيل بقوّة، ليس لأسباب التحالف فحسب بل لأنّ الحزب يُحاول تأديب الرئيس ميقاتي على خلفيّة موقفه من “المسيّرات” فوق حقل كاريش ومن بيان قمة جدة، وهو ما يعتبره الحزب إنقلاباً عليه رغم أنّه هو من سعى لإعادة تسميّته لتشكيل الحكومة”.
لذلك يبدو أنّ حكومة تصريف الأعمال هي من سيبقى حتى إنتهاء عهد الرئيس عون، وما يُعزِّز هذه النظرية ، وفق المصادر، أنّ “الرئيس ميقاتي ليس لديه ما يَخسره حتى لو إعتذر عن التكليف فحكومته هذه باقية وتقوم بتصريف الأعمال حتى بعد إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وفق الدستور إلى حين إنتخاب رئيس جديد”.
وتتخوّف المصادر من أن يقوم باسيل بأيّ “إنقلاب أو حركة “إلتفافية” على الحكومة وميقاتي شخصيًا عبر الإستقالة من الحكومة والذي لَن يجدي نفعاً مع حكومة تصريف أعمال أو تحريك ملفّات على غرار ما حدث مع جان العلية أو المداهمة التي قامت بها القاضية غادة عون لمصرف لبنان، أو تحريك الشارع لمطالبة ميقاتي بالتشكيل أو الإعتذار وطبعاً كل ذلك بدعم من حزب الله”.
وباسيل الذي تيقّن أنّ ميقاتي ليس بوارد تشكيل حكومة على الإطلاق أو القبول بشروطه حتى لو أعاد تفعيل الحكومة وأنّه ، أيّ ميقاتي، سيكون رئيساً لحكومة تصريف الأعمال التي ستُدير البلاد في حال حصل الفراغ الرئاسي، سيفعل كل شيء ويلجأ إلى كُلّ الإحتمالات الواردة في هذه الحالة.