إقالة أكثر من 30 كادراً وعنصراً في سرايا المقاومة التابعة لحزب الله
علمت “المدن” أن ما لا يقل عن 30 كادراً وعنصراً في سرايا المقاومة التابعة لحزب الله في مدينة صيدا وضواحيها، تقدموا خلال الأسابيع القليلة الماضية باستقالاتهم منها، بطلب من قيادة السرايا في الجنوب ومن خلفها قيادة الحزب.
وشملت هذه الاستقالات مسؤولي مناطق ومجموعات وعناصر في صيدا وضواحيها، لبنانيين وفلسطينيين، مضى على بعضهم خدمته في صفوف السرايا أكثر من سنوات عشر.
واللافت في جميع بيانات الاستقالة التي تم تداول بعضها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها جاءت كلها نسخة طبق الأصل، بفارق تغيير الإسم والصفة، فتكررت فيها العبارة التالية: “أعلن استقالتي لأسباب شخصية.
وكما عاهدناكم إننا تحت التكليف، ولكن لأسباب شخصيه لم أعد قادراً على المتابعة ونحن معكم ضد أي عدوان صهيوني أو تكفيري”.
خلقيات غامضة
وبين من تقدموا باستقالاتهم محمود الصوص الذي كان يشغل مهام مسؤول منطقة عبرا في سرايا المقاومة منذ العام 2012.
عاصفة الاستقالات التي هبت على سرايا المقاومة في صيدا، أثارت بتوقيتها وعدم وضوح خلفياتها العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت نتيجة قرار من قيادة حزب الله بإعادة هيكلة السرايا.
أو أنها إجراء داخلي عقابي أو مسلكي بحق مسؤولين وكوادر وعناصر فيها، لم يؤدوا ما أوكل اليهم من مهام، أو خالفوا أوامر وتعليمات القيادة، سيما وأن بعضهم اعترفوا في بيانات استقالاتهم بالتقصير في تحمل المسؤوليات التي كلفوا بها.
وهذا ما بدا جلياً في البيان الصادر عن الصوص، أو لم يعودوا قادرين على الاستمرار كما جاء في بيانات استقالات أخرى.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر مطلعة لـ”المدن” أن قيادة حزب الله كانت أبلغت قيادة سرايا المقاومة انزعاجها مما وصفته “تراجع في نفوذ وحضور ودور سرايا المقاومة في صيدا.
وفي أدائها الخدمات والمهام التي كانت توكل اليها، ورصد مخالفات وارتكابات عدة قام بها هؤلاء في المناطق التي تولوا مسؤولية السرايا فيها.
ووردت شكاوى عدة بهذا الخصوص إلى القيادة ضدهم من داخل المجموعات وبيئة السرايا الحاضنة”.
أسباب معيشية ؟
وقابل ذلك حال من التململ في صفوف عدد من مسؤولي المناطق والمجموعات في المدينة وضواحيها من عدم قدرتهم على تلبية كل ما يطلب منهم، تحت وطأة انشغالهم بأعمالهم الخاصة وتأمين معيشتهم التي لم تعد تكفيها رواتبهم.
وبناء عليه طلب حزب الله من قيادة سرايا المقاومة فتح تحقيق بما يجري في صفوف مجموعاتها في صيدا.
وكانت النتيجة اتخاذ القرار بالطلب إلى مسؤولي السرايا والكوادر المخالفين تقديم استقالاتهم واخراج هذا القرار على شكل استقالات طوعية.
عدم الالتزام بالتكليف ؟
لكن بموازاة ذلك يدور همس في الأوساط الصيداوية عن أن ثمة سبباً آخر لطلب قيادة حزب الله من قيادة السرايا “إقالة” بعض هؤلاء المسؤولين والكوادر (اللبنانيون منهم).
فتوقيت هذه الاستقالات جاءت مباشرة بعد نحو الشهر ونصف الشهر على الانتخابات النيابية التي أطاحت نتائجها بمرشحي الثنائي الشيعي في دائرة صيدا- جزين، وما رافقها وأعقبها من معلومات عن عدم التزام قسم من الناخبين المحسوبين على الثنائي – وضمناً على حزب الله – بمرشحيهما.
كل ذلك وضع قسماً من هذه الاستقالات في سياق تداعيات الانتخابات. وفهم ذلك على أنه إجراء عقابي لغير الملتزمين بـ”التكليف” الصادر حينها عن قيادة حزب الله والسرايا بالتصويت لصالح مرشحي الثنائي.
خصوصاً بعدما ترددت اتهامات وجهت لبعضهم بالتصويت أو العمل مع مرشحين آخرين.