تصرفات طهران في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية
أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين السبت، أن لقاء علنياً سيعقد في بغداد بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، في ضوء المفاوضات التي أجراها البلدان في العاصمة العراقية خلال العام الماضي.
وتبلغت إيران موافقة السعودية على انتقال الحوار الهادف الى إعادة العلاقات المقطوعة منذ أعوام بين الخصمين الإقليميين من المستوى الأمني إلى السياسي، وفق ما أفاد وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الجمعة، الذي أكّد أن الإمارات والكويت تعتزمان رفع تمثيلهما الدبلوماسي في طهران إلى مستوى سفير قريباً، بعد خفضه على إثر قطع العلاقات بين إيران والسعودية.
وأجرى البلدان خمس جولات من الحوار في بغداد بدءاً من العام الماضي حيث أقيمت الجولة الأخيرة في نيسان/أبريل، وحضرها مسؤولون في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئاسة الاستخبارات السعودية، وفق تقارير صحافية.
وأعرب عبد اللهيان عن أمله بأن يؤدي ذلك “إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى طبيعتها”.
وكانت الإمارات والكويت قد خفضت تمثيلهما الدبلوماسي في طهران إثر قطع السعودية علاقاتها مع إيران في كانون الثاني/ يناير 2016، عقب تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل 2021 بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين.
ويصنف مراقبون في إيران، الملف اليمني بأنه العامل الأساس وراء إطالة أمد المفاوضات الأمنية بين إيران والسعودية على مدى أكثر من 16 شهراً تمكن خلالها الجانبان من تجاوز العديد من الملفات والخلافات المحتدمة.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
انفتاح إماراتي
وكان المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، قال الجمعة 15 تموز/يوليو إن الإمارات تعمل على إرسال سفير إلى طهران مع سعيها إلى إعادة بناء العلاقات معها، مضيفاً أن النهج التصادمي مع إيران ليس شيئاً تدعمه أبوظبي، مضيفاً إن الإمارات لن تكون جزءاً من “محور” ضد إيران، رغم أنه قال إن تصرفات طهران في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية.
وقال قرقاش أن أبو ظبي ما زالت تشارك مخاوفها بشأن أنشطة إيران الإقليمية، لكنها تريد العمل الجاد لإيجاد حلول دبلوماسية. وتابع: “الإمارات لن تكون طرفاً في أي مجموعة من الدول ترى في المواجهة اتجاهاً، لكن لدينا قضايا جدية مع إيران في سياستها الإقليمية”.