بقلم فيصل تمراوي – ناشط سياسي
متل أي حدث مهم عاشته البشرية اعتبرته نقطة إنطلاق في التاريخ. منذ عام ميلاد المسيح أو ألاف من السنين أصبحنا نطلق عليها ب سنين “ما قبل ميلاد المسيح”.
أو عام الفيل عند العرب أو عام هجرة النبي محمد من مكة إلى مدينة المنورة و أصبحت التواريخ عند الإسلام من بعدها بالسنة الهجرية.
سيبقى عام الإنفجار هو الحدث الأهم في تاريخي، وكل من عاش الإنفجار وكل من ضربت برأسه نثرات الزجاج، وكل من خسر رفيق أو حبيب أو فرد من عائلته وكل من رأى فيديو الإنفجار وانطبعت بذاكرته صورته.
إنه عام الإهمال وانفجار تحاصصات الطوائف في هذه الدولة.
سيبقى هذا العام هو ولادتنا من جديد، وستبقى الأسئلة وتخيّلات صورة الإنفجار تلاحق ذاكرتي أينما ذهبنا.
إنه عام “تخيّل لو”…
“تخيّل لو” كان الإنفجار قبل الساعة الخامسة من بعد الظهر عند ذروة الناس وعودتها من عملها…
“تخيل لو” إنفجرت الكمية كلها مش انسرقت كمية كبيرة منها من بعض الأحزاب كما يروّج، لكان حصيلة الشهداء بالآلاف.
دائما نحن نخفف من وجعنا لنتخيّل وجع أكبر، لكن الحقيقة أنّ إنفجار 4 آب هو أعلى مستويات الوجع يمكن أن نعيشه.
ستبقى تحفر في ذاكرتنا مواساتنا لبعضنا بعد أيام من الإنفجار أو خبريات “وين كنّا و شو عملنا” نتلوها على الأهل والأصحاب وكيف فرقت معنا على شوي.
سيبقى تاريخنا عدد الأعوام ما بعد الإنفجار، ونحن في ذكرى العامين منه إلى حين محاسبة المسؤولين ومحاسبة كل من أوقف ولم يتعاون مع القضاء وأعطاء التحقيق الحريّة الكاملة للعمل من دون أي معوّقات.
عامين على سقوطنا، وسقوط أحباء لنا.