بقلم د. ليون سيوفي – باحث سياسي ومواطن حر
عندما نُصرّ أن نعرف الفرق بينهما نرى أنّ لا فرق بتاتاً، فالإثنان يُمارِسَان البَغَاء وهما وَجهان لعملةٍ واحدة.
فأغلب السياسيّين أغبياء يستعينون بمستشارين أكثر غباء ومناصريننشهد، فكيف ستكون قراراتهم ؟ ومن سيدفع ثمن أفكارهم الغبية ؟
أنت وحدك يا شعب لبنان العظيم اختيارك وسكوتك عنهم سيبكيك علىأطلال الوطن.
تذكّر أيها المواطن أنّ الذي تدافع عنه حتى الموت هو مَن فجّر مرفأ بيروت في ٤ آب وهو الذي يُعرقل معرفة قاتل أهلك وأحبابك.
هو الذي سرق أموالك وتعويضك وحتى مدخراتك.
وسرق المساعدات تحت غطاء اسمك، سرق أدويتك وأدوية أولادك وأهلك وسرق طعام أحبائك.
والأهم من هذا كله لقد سرق كل شيء منك حتى كرامتك…
للأسف سكوت من يسمون أنفسهم بزعماء أو سياسيي الوطن عن مصير الوطن هو أخطر من كلامهم…
فلن أستبعد الانهيار فوق الانهيار…
انفجار ٤ آب هزّ العالم قبل أن يهز الوطن، وهم لم يهتزوا عن عروشهم، وكراسيهم بنظرهم أهم من الوطن وشعبه وضحاياه.
فمن لديه هذه الصفات لا يستحق أن يكون حارساً على مكب النفايات، فكيف تسكت عن أفعالهم ؟
لم أسمع بمسؤولٍ واحدٍ أُصيب هو أو أحد أفراد عائلته بهذه الكارثة، فمن لم يخضع لهذه التجربة لا يستطيع أن يشعربألم ومعاناة ضحاياها ولا بنتائجها.
هم في أبراجهم العاجية يراقبون من فوق ما جنوه على المواطن.
ومن لا ينزل إلى مستواك ويشعر بما تشعر لا يستحق أن يكون مسؤولاً عن شعبٍ معاناته أكبر من وطن.
لا شيء أصعب من فقدان عزيز علينا، ولا يوجد كلمات تعبّر عما في داخلنا، ولا يسعنا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدرهفالموت علينا حقّ لا مفرّ منه.
فعزائي لأهل الشهداء وأعرف أن لا شيء يروي قلوبهم سوى الانتقام من الفعلة مهما كانت رتبتهم.
الصبر مُر ولكن فيه شفاء… لن ننساكم.