بقلم الصحافي وفيق الهواري
الرابع من أب يقترب بسرعة، انه يصادف يوم الخميس، احاول الارتباط بموعد ما او بشغل ما في ذلك اليوم.
لي صديقة طلبت مني مساعدة بإنجاز عمل مشترك في ذلك الموعد، سررت جداً و وجدت في ذلك مبرراً لعدم المشاركة بأي لقاء أو احتفال بذكرى تفجير مرفأ بيروت، لكن للأسف الشديد عادت واعتذرت عن إتمام العمل المشترك واجلته إلى موعد آخر.
أحاول البحث عن سبب كي انسى هذا التاريخ، لا اريد ان اشارك بأي نشاط، لاني لا اريد النظر في عيون أهالي الضحايا.
أنا المواطن اللبناني كنت عاجزاً خلال العامين الماضيين عن تقديم مساعدة حقيقية تساعدهم للوصول إلى حقيقة ما حصل ومعاقبة المسؤول عن ذلك.
يوم الرابع من آب عام ٢٠٢١، لم أستطع ضبط دموعي التي انهمرت عندما مرت بنا مسيرة أهالي الضحايا، بالقرب من موقع الانفجار، حيث تجمع عشرات الألوف من الناس ينشدون العدالة للوطن والأهالي.
يومها كنا نعول على القضاء اللبناني للوصول إلى الحقيقة…
في الرابع من آب ٢٠٢٠، كنت في لقاء في احدى بلدات الجنوب، عندما سمعنا صوت انفجارين متلاحقين، للوهلة الأولى ظننا انه صوت جدار الصوت الذي خرقته احدى طائرات العدو الصهيوني، لم نكترث للموضوع، لكن احد الاصدقاء اخبرنا انه انفجار في المرفأ، لم نصدق في البداية، ولكن بدأت الأخبار بالتواتر، هرعت في العودة الى صيدا، سائق الفان أكد وقوع انفجار كبير لم تعرف اسبابه.
في صيدا، الجميع متوتر ويتحدث عن حجم الانفجار وضخامته…
ليلاً الجميع يتحدث عن كارثة وعن وقوع مئات الضحايا والاف الجرحى، وتدمير مئات المباني والمنازل والمحلات.
وفي اليوم التالي، مئات المتطوعين مع جمعيات أهلية ومشاركة من بلدية صيدا واجهزتها، عمل المتطوعون أيام طويلة ومنذ ليل الانفجار على نقل الجرحى، وتقديم المساعدات العاجلة وتأمين مساكن بديلة لأهالي المنطقة.
جميع مكونات المجتمع تحرك للمساعدة والاغاثة، باستثناء السلطات المعنية والتي كان من المفترض أن تتحمل هذه المسؤولية.
عامان مرا، والمعالجة التي قدمت من الاطراف المدنية والاهلية لا تتعدى المساعدات وترميم المنازل والمحلات.
وهي كلها مساعدات مهمة، لكنها لم تستطع أن تتقدم خطوة للإجابة على أولويات اهالي الضحايا، ماذا حصل بالضبط ؟ لماذا حصل ما حصل ؟ وكيف تتم محاسبة المسؤولين عما حصل ؟
أنا المواطن اللبناني كيف يمكن أن انظر الى عيون أهالي الضحايا واقرأ هذه الأسئلة ولا أملك أجوبة عليها.