بقلم عقل العويط
الرابع من آب 2022 : مَن يريد أنْ يبكي فليبكِ في قلبه، ومَن يريد أنْ يتذكّر فليتذكّرْ بما يستدعيه التذكّر من مهابةٍ ولياقةٍ وأنفةٍ وإباء.
الرابع من آب 2022 : مَن يريد أنْ يقف في مواجهة الجريمة النكراء، فليقفْ جيّدًا، وبثبات، وبفروسيّة، وبذكاء؛ أي بما يتطلّبه الوقوف من اقتراح مبادراتٍ وأفكارٍ خلّاقة، وبما تستدعيه المواجهة من وجوب “التسلّح” بعدّة المواجهة. وما أشدّ حاجتنا إلى هذا النوع من “التسلّح” شبه المفقود، وما أكثر هذه العدّة التي ليست – على ما يبدو – في متناول كثيرين، ولا على جدول اهتماماتهم.
الرابع من آب 2022: آن الأوان لنسدل الستارة على “أطنان” الإنشاء اللفظيّ الممجوج، ولنضع حدًّا للمباريات الاستعراضيّة التافهة جدًّا على وسائل التواصل الاجتماعيّ، التي جعلت الكثيرين من الرأي العامّ ومن الثوّار والتغييريّين والاستقلاليّين والسياديّين ينفضون أيديهم لا من الرابع من آب فحسب، بل خصوصًا من 17 تشرين.
الرابع من آب 2022 : فلنجعله لحظةً تاريخيّةً، ورمزًا ديناميًّا، ومنصّةً عملانيّةً، لرفض الأمر الواقع السياسيّ والوطنيّ المشؤوم، من خلال الانتقال إلى تنظيم قوى الحلم والحرّيّة والثورة والتمرّد والرفض والاعتراض تنظيمًا بنيويًّا منهجيًّا دؤوبًا طويل الأمد (لا على طريقة تجربتنا التنظيميّة المخزية في الانتخابات النيابيّة الأخيرة وما قبل الأخيرة)، بل على طريقة تجارب الأحزاب السياسيّة، المدنيّة والعلمانيّة والفكريّة والثقافيّة، في عالم ما بعد الحداثة. بما يتطلّبه ذلك من اجتهادٍ تنظيميّ – حزبيّ – تقنيّ – بنيويّ، ومن “عملٍ مطبخيّ”، ومن ثقافةٍ سياسيّة، ومن مراسٍ اختباريّ على أرض الواقع.
الرابع من آب 2022 : فليكنْ “إشعارًا” بصفحةٍ جديدةٍ من “عمليّات” تفعيل الضغوط على نوّاب “4 آب – 17 تشرين” الذين يجب أنْ يعرفوا أنّ “شارعهم” لن يرحمهم، ولن يسامحهم، إذا ظلّوا على ما هم عليه (أحيانًا) من بحرانٍ وإرباكٍ وحيرةٍ وتيهٍ وتشتّتٍ وتشرذمٍ (و… خسٍّ، خصوصًا عندما يكبر الخسّ في الرأس). بل يجب أنْ يعرفوا أنّ مسؤوليّتهم أكبر بكثير من مسؤوليّة غيرهم في “الضرب على الطاولة”، لـ”امتشاق” المبادرة التي تستطيع إنقاذ لبنان.
الرابع من آب 2022 : فليكنْ “إنذارًا” للأطراف المعنيّين بالقضيّة اللبنانيّة (كلّن يعني كلّن)، على اختلاف توجّهاتهم وآرائهم وأحزابهم، لحمهلم على لزوم – ابتداع – مرشّحٍ لرئاسة الجمهوريّة يكون قادرًا – بشخصه وشخصيّته واستقلاليّته وأخلاقه ومعاييره الحكيمة وثقافته الدستوريّة والسياسيّة وصلابته الوطنيّة – على “انتزاع” أصوات 65 نائبًا (في الأقلّ)، ليس من المستحيل ولا من الصعب “انتزاعهم” وجمعهم.
الرابع من آب 2022 : فليكن تأريخًا لتفجير مواهب الانتفاض على الموت واليأس والإحباط والخنوع والاستسلام والرضوخ والمراوحة والاستنقاع. وما أكثر هذه المواهب تنوّعًا: موهبة الحياة، موهبة العيش، موهبة الحلم، موهبة الأمل، موهبة الفرح، موهبة الحبّ، موهبة الجنوح، موهبة الفنّ، وموهبة الأدب. وهلمّ.
الرابع من آب 2022 : ليس مناسبة للموت. بل لإلحاق الهزيمة بهذا الموت، و… بـ”فلاسفته”.