هذا موقف السعودية من الإستحقاق الرئاسي

لن تتخلّى عن لبنان

بخلاف التفسيرات المتسارعة للبعض بأن القمة الأخيرة التي جمعت في باريس الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تناولت ملفي الإستحقاق الرئاسي وفتح باب المساعدات الخليجية، يؤكد النائب السابق نعمه طعمه، أن العنوان اللبناني لم يَغِب عن المحادثات الباريسية، ولكنه يكشف، أن مقاربته لم تأتِ إلاّ من باب الدعم الإنساني في الدرجة الأولى.

ويشير النائب طعمه رداً على سؤال لـ “ليبانون ديبايت”، إلى أن ولي العهد السعودي صاحب رؤية واضحة ونظرة ثاقبة لكل الملفات السياسية والإقتصادية إن على صعيد المملكة، أو الوضع العربي والدولي، وبالطبع اللبناني، وهنا، لا بدّ من التذكير بإعلان جدّة بعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى المملكة، والذي كان بمثابة خارطة طريق للحلّ في لبنان، وصولاً إلى القمّة الخليجية الأخيرة التي عُقدت في جدّة، وشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، وأيضاً في البيان الختامي لهذه القمّة، حيث كان بند أساسي تناول الوضع في لبنان من جوانبه كافة.

وفي هذا السياق، يكشف طعمه معلومات عن أن لقاء الإيليزيه، قد أكد على الدعم الفرنسي ـ السعودي للبنان، في المجالات الصحية والإجتماعية والتربوية، مشيراً إلى أنه، ومن خلال متابعته لهذه العناوين، يكرّر السؤال : من أين ستأتي الأموال إلى لبنان في حال بقيت الأمور على ما هي عليه، حيث لا إصلاح أو رؤية واضحة لهذا المشروع أو ذاك، بل ارتكابات وفساد وسوء إدارة؟ ومن هنا، فهو يعتبر أن ما من جهة خليجية أو عربية أو ودولية، مستعدة لدعم لبنان في هذه الظروف الحالية إلاّ إذا انطلقت العملية الإصلاحية وانتُخب رئيس جديد للجمهورية، وتشكّلت حكومة إصلاحية.

ويذكّر النائب السابق طعمه، بما كان قد دعا إليه منذ سنوات، لجهة ضرورة إعلان حالة طوارئ إقتصادية من أجل معالجة قضايا وشؤون الناس “قبل خراب البصرة”، ولكن حتى بعد حصول الإنهيار، “ليس هناك من يريد أن يسمع ويتقبّل النصيحة لأن المصالح الشخصية طَغَت على المصلحة الوطنية”.

وإذ يستدرك معلناً أن السعودية لن تتخلى عن لبنان، ودورها مستمرّ كما كان منذ السبعينات، يشدّد على عدم وجود أي تدخل سعودي حول الإستحقاق الرئاسي من خلال تزكية بعض المرشّحين.

وبالتالي، يؤكد طعمه، على الدعم السعودي المُطلَق، لحصول الإنتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري المحدّد، وأن يتمّ انتخاب رئيس ٍتوافقي يكون جامعاً لكلّ اللبنانيين، وأن تنطلق عجلة الإصلاح والنهوض، لأن الرياض والمجتمع الدولي بشكل عام، لديهم قلق من هذا الإنهيار المُريب الذي حصل في لبنان، آملاً أن تكون الأشهر القليلة المقبلة منطلقاً لبداية وضع الحلول للملف اللبناني قبل الإرتطام الكبير، لأن الناس لم تعد تتحمّل المعاناة والقهر والفقر.

اخترنا لك