ما الفرق بين الجهاد الإسلامي وحماس ؟

نشرت وكالة “رويترز” تقريراً سردت فيه تفاصيل عن حركة “الجهاد الإسلامي” التي تخوض حالياً حرباً ضد الصهاينة في قطاع غزة.

وبحسب التقرير، فقد تردد خلال الساعات الماضية، اسم الحركة الفلسطينية إثر العملية العسكرية التي أطلقها الصهاينة ضدها يوم الجمعة.

والسبت، أعلن الجيش الصهيوني أنه يستعد “لأسبوع” من الغارات على قطاع غزة حيث أسفر تبادل إطلاق النار مع “الجهاد الإسلامي” حتى الآن عن سقوط أكثر من عشرة شهداء في الجانب الفلسطيني بينهم القيادي البارز في الحركة تيسير الجعبري.

وقال مسؤولون صهاينة إن الضربات الجوية على غزة تستهدف حركة “الجهاد الإسلامي”، وليس حركة حماس التي تحكم القطاع.. فما الفرق بين الحركتين؟

“الجهاد الإسلامي” هي جماعة فلسطينية مسلحة مثل حماس، وللجماعتين ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين.

وتشترك “الجهاد” مع حماس في العداء المشترك للصهاينة والتزام أيديولوجي بإقامة دولة فلسطينية إسلامية، لكن المجموعتين لهما هويات منفصلة وبعض الاختلافات.

خطاب حاد

وبينما خفف قادة حماس من تصريحاتهم التي رددوها لسنوات والتي يصرون فيها على التزامهم بتدمير الكيان، حافظت حركة “الجهاد الإسلامي” على خطابها المعادي للصهاينة، ورفضت أي تنازل عن خطابها الحاد.

وفي حين أن “الجهاد الإسلامي” لا تمتلك عدداً كبيراً من الصواريخ بعيدة المدى مثل حماس، إلا أنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الصغيرة وقذائف الهاون والصواريخ، والقذائف المضادة للدبابات.

كذلك، تضم حركة “الجهاد الإسلامي” جناحاً مسلحاً نشطاً يسمى “سرايا القدس”، وهذا الأخير هاجم العديد من الصهاينة خلال السنوات الماضية.

والجعبري الذي قتل في ضربة جوية صهيونية الجمعة كان قائد المنطقة الشمالية للحركة، والمسؤول عن التخطيط لهجمات ضد الكيان وأهداف عسكرية.

قوة الحركة

من الصعب الحصول على أرقام حديثة حول القوة البشرية لحركة “الجهاد الإسلامي”، حيث تتراوح التقديرات من العام الماضي من حوالي 1000 إلى عدة آلاف مسلح، وفقا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.

مع هذا، فإن الدول الغربية أدرجت “حماس” و “الجهاد الإسلامي” على قائمة المنظمات الإرهابية.

التمويل والمسار السياسي

وفق تقرير “رويترز”، فإن كلا من حماس و”الجهاد الإسلامي” تحصلان على أموال وأسلحة من إيران.

والتقى زعيم الحركة زياد النخالة بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في يوم الضربات، وفقا لرويترز.

وعلى عكس حماس، ترفض حركة “الجهاد الإسلامي”، المشاركة في الانتخابات ويبدو أنه ليس لديها أي طموح لتشكيل حكومة في غزة أو الضفة الغربية.

وتحافظ حركة “الجهاد الإسلامي” على وجود كبير في مدينة جنين بالضفة الغربية، حيث تم اعتقال بسام السعدي، القيادي البارز فيها الأسبوع الماضي، مما أدى إلى اندلاع الأزمة التي أدت إلى ضربات الجمعة.

النشاط العسكري

تركز حركة “الجهاد الإسلامي” على النشاط العسكري فقط، فهي لا تمتلك بنية تحتية أو مسؤوليات مثل حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007، وهي المسؤولة عن الحكومة والاحتياجات اليومية لأكثر من 2.3 مليون شخص.

وبعد مرور أكثر من عام على حرب الـ 11 يوماً في أيار 2021، والتي ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد غزة، يبدو أن تركيز الصهاينة الواضح على مواقع “الجهاد الإسلامي” يهدف إلى إقناع حماس بالابتعاد عن الدخول في المواجهة.

زفيكا حاييموفيتش، القائد السابق في الدفاع الجوي الصهيوني الذي خدم في العمليات السابقة الخاصة بغزة في عامي 2012 و 2014، قال إن هناك “خلافات كبيرة مع حركة الجهاد الإسلامي يمكن أن تجعل حماس تبقى خارج المواجهة”.

وقال إن “المصلحة المباشرة لحماس ليست الانضمام إلى هذا المواجهة”.

وأضاف : “إذا انضمت حماس إلى هذه العملية فسيتغير الوضع الذي نتحدث عنه تماماً”.