بقلم علاء الخوري – ليبانون فايلز
ترصد الأحزاب والقوى السياسية المؤيدة للعهد ولمحور حزب الله الخطوة التي أقدمت عليها قوى التغيير والنواب المستقلين وبعض الاحزاب المنضوية تحت راية المعارضة حين اجتمعت فيما بينها في ساحة النجمة لدرس امكانية توحيد الجهود والاتفاق على خارطة طريق نيابية يمكن من خلالها الخروج بقرار واحد في المناقشات العامة وداخل اللجان النيابية، وتقليص مساحة الانقسام والخلاف كما هو حالها اليوم.
في الشكل حضر العدد الأكبر من تلك القوى، في حين غاب نائبا صيدا اسامة سعد وعبد الرحمن البزري وفضَّلا البقاء محايدَيْن بانتظار تبلور الصورة ومعرفة الخلفيات الكامنة وراء هذا اللقاء وما اذا كان هناك من أهداف لبعض القوى، في حين تمّ استثناء حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي عن اللقاء لأن برأي بعض النواب المعترضين فإن القوات كما الاشتراكي هما من احزاب المنظومة السياسية وأن معارضتهما شكلية وهذا الاعتراض أثار تباينا داخليا من قبل بعض النواب الذين يعتبرون القوات رأس حربة المعارضة.
رئيس القوات استبق اللقاء بدعوة هؤلاء النواب الى موقف واحد من الاستحقاق الرئاسي، مؤكدا مد اليد لهم من أجل التغيير. الا أن غالبية هؤلاء النواب تعتبر أن حزب القوات مشارك في السلطة والدليل الفاقع على ذلك ما ورد في تفاهم معراب حول قسمة جبنة التعيينات مع التيار الوطني الحر عند انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وبرأي هذه القوى كان الخلاف مع العهد مرتبط بحصص التعيينات لا الرؤية حول ادارة دولة مدنية بعيدا عن المحاصصة. الى جانب هذا الرأي ثمة من يرى أن الخلاف مع القوات مبدئي ينطلق من الثوابت التي يراها حول موضوع السيادة والمقاومة وتحديد العدو الاساسي للبنان لا تعميم العداوة على دول صديقة.
في المقابل، تبرز مشكلة القوات مع حزب الكتائب اللبنانية، وهو اشكال لم يجد طريقه نحو الحل في ظل الكيمياء المفقودة بين رئيس القوات سمير جعجع والكتائب سامي الجميل، وتأثير ذلك على القرارات الحزبية بين “توأمي الروح”، وتسعى قيادات من الحزبين لها باع طويل بإبرام التفاهمات وتدوير الزوايا الى وضع الخلاف جانبا أقله في هذه المرحلة وعدم اضاعة فرصة التغيير الحقيقي الذي ينطلق من رئاسة الجمهورية، حيث تستطيع القوى مجتمعة انتخاب رئيس بعيد عن محور حزب الله وأقرب الى تطلعات المعارضة وقوى التغيير ويمكن أن يعيد الثقة الى لبنان.
في هذه الحالة التي يُعمل عليها، ربما تجمع “مصيبة العهد” وخيار الذهاب الى نسخة جديدة لمحور الحزب في بعبدا، قوى التغيير لتكون صوتا واحدا في هذا الاستحقاق، ولكن الذهاب بعيدا نحو طموح الانصهار بكتلة برلمانية واحدة تكون ميزان قوة داخل المجلس النيابي فهو أبعد الى الحالة النظرية منها الى الواقع، ويعود ذلك الى تباعد الافكار والمشاريع لاسيما وأن نواب التغيير لا يجدون في الاشتراكي والقوات أو الكتائب احزابا تغييرية حقيقية تُحاكي أفكارهم والعكس صحيح، اذ أن القوات تتطلع الى الدولة الليبرالية بمنظار مختلف عن منظار النواب حليمة قعقور نجاة صليبا والياس جرادي، فيما يسعى المستقلون الى بناء جسر تواصل بين مختلف الشرائح المعارضة لتكوين تكتل يكون بيضة قبان المجلس ولو كان بعيدا من القوات أو الاشتراكي.
في المقابل، يتحدث نواب في أحزاب السلطة وبعض المقربين من الثنائي “حزب الله حركة أمل” عن ودائع لهذا المحور في صفوف التغييريين وبعض المستقلين، ولا تُبدي هذه الشخصيات نيابية كانت أم سياسية، خشيتها من تعاظم قوة “التغييريين” في المجلس وتحولهم الى تكتل يرجح كفة التصويت في الجلسات العامة، مؤكدين أن حجم الخلافات الجوهرية في صفوف المعارضة أكبر من مساحة التلاقي على عناوين يمكن أن تُطيح بـ “محور المقاومة” المتماسك على عكس ما يرى البعض.