عندما أكون في حضرة غبطته أفضل الإستماع
إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان النائب السابق إميل رحمة، الذي صرّح بعد اللقاء: “تأخرّت هذا العام عن زيارة غبطته بعد انتقاله إلى الديمان لأسباب عائلية طارئة وأنا عندما أكون في حضرة غبطته أفضل الإستماع على الكلام لأتزود منه بركة ورأيًا صائبا”، مُضيفًا “تحدّثنا بعدّة مواضيع”.
ولفت رحمة إلى أنّه جرى خلال اللقاء التطرّق إلى “الكلام الذي صدر عن النائب البطريركي العام على منطقتي جبة بشري وزغرتا إهدن المطران جوزيف نفاع خلال مشاركته بمجلس عاشورائي أقيم في قاعة حسينية بلدة بنهران – قضاء الكورة، الذي أشاد فيه النائب السابق رحمة ومقدرًا “ما جاء فيه جملة تفصيلا”، وفق تعبيره.
وفيما يلي، بعض من كلام المطران نفاع في المجلس العاشورائي، “كربلاء في قلب كل شيعي، ليست مجرد ذكرى، بل هي واقعة حية، تحمل في طياتها رغبة الحسين في أن يبني أمة تهنأ بالعيش العادل والكريم. رفض الحسين أن يستأثر فرد ما أو فريق معين بمقدرات الأمة وبقرارها. وأصر على أن تبقى الأمة موحدة، تقود شؤونها بالشورى والاتفاق. فالإنقسام، ما عمر يوما بيتا، ولا كبر عائلة ولا ربى عيالا على الخير والسلام. لقد شدد عليه السيد المسيح في إنجيله، محذرا وقائلًا: ” كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب”.
ولفت نفاع، الى “أننا حاولنا، نحن الموارنة، أن نعيش هذه القيمة العليا، أي وحدة الأمة، وحملنا رسالتها في لبنان. أردناه وطنا لجميع أبنائه، يؤمن لهم العيش بكرامة وسلام وبحبوحة. إننا ما زلنا، في أجواء المئوية الأولى لإنشاء دولة لبنان الكبير. يوم عرض الغرب على الموارنة أن يمنحوهم بلدا يستقلون فيه، حدوده جبل لبنان، رفض العقلاء بيننا هذا العرض، مصرين على أن لبنان هو لكل أبنائه. وهكذا، في مؤتمر باريس للسلام، في 27 تشرين الأول 1919، توجه الوفد اللبناني ، وعلى رأسه البطريرك الماروني الياس الحويك، حاملا مذكّرة وطنية تطالب بتوسيع حدود الدولة لتضم كل المناطق الطبيعية للبنان”.
ورأى أنه “لن يكون لبنان مميزا إذا ما استأثرت به فئة من أبنائه. فلو جعلناه مسيحيا، فالغرب أكبر منه. ولو جعلناه شيعيا، فإيران أكبر منه. ولو جعلناه سنيا، فالسعودية أكبر منه. لبنان كبير بنا جميعا، متكاتفين. لبنان مميز بنا جميعا، متعددين، إنما في تفاهم وشورى. نحن اليوم أمام امتحان كبير جدا. ونحن على أبواب استحقاقات مصيرية، قادرة على انتشالنا وأولادنا من هذه الأزمة الخانقة. أو قد تودي بلبنان”.
وأضاف “تناتشنا البلد سنين طوال، وليس فينا بريء من دم ابن يعقوب. الفرصة أمامنا، وإن في لبنان من المقدرات ما يسمح له ولنا بأن نعيده أفضل مما كان. حاولنا جميعا أن نستأثر به وفشلنا. دعونا إذا نسمع صراخ الحسين وهو يستنهضنا أن نجعل الأمر شورى بيننا، ونسمع صلاة المسيح “ليكونوا بأجمعهم واحدا “.