بقلم آمال سهيل
ما زال المجتمع السياسي وحتى الشعبي يعيش تداعيّات “المفأجاة” التي فجّرها زعيم المختارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بلقائه وفداً من حزب الله وإعادة وصل ما تمّ قطعه خلال الانتخابات النيابية الماضية وما سبقها من مواقف عالية السقف انتهجها البيك ضد حزب الله.
وإذ كان جنبلاط بدأ للتمهيد لهذا اللقاء بسلسلة مواقف بدأت مع توقيف المطران موسى الحاج على معبر الناقور واستكملها في عدد من المواقف كان آخرها ما صرح به في مقابلة مع محطة تلفزيونية عربية “إستدار” خلالها إستدارة كاملة، مبتعداً عن “التحالفات التي نسجها مع المعارضة وما يُسمّى الخط السيادي خلال الفترة الانتخابية”.
وتُوّجت هذه المواقف بلقاء أمس في كليمنصو الذي بدا واضحاً من خلال الدور الكبير الذي لعبه النائب السابق غازي العريضي في تقريب وجهات النظر حيث كان إلى جانب البيك لإستقبال الوفد مع زميله النائب وائل أبو فاعور الذي كان مقعده النيابي في البقاع الغربي مُهدّداً من حزب الله.
اللقاء الذي وصفته مصادر المُجتمعين بالإيجابي تطرّق إلى “كافّة الملفّات من الإستحقاق الرئاسي إلى ترسيم الحدود إلى كل ما يتعلق بالشأن الداخلي والعلاقات وتنظيم الخلاف”.
لا تخفي المصادر أنّ “اللقاء الذي دام ساعتيْن إستحوذ معظمه على موضع ترسيم الحدود والهواجس المُتعلقة بإمكانية نشوب مواجهة مع الإسرائيلي حيث حرص الوفد الحزبي على شرح الإحتمالات المُمكنة في هذا الملفّ ولم يستبعد نشوب مواجهة في حال أصرت إسرائيل على إستخراج الغاز بدون السماح للبنان بالتنقيب وتنفيذ الشروط التي حملها الوسيط الأميركي إلى الإسرائيلي”.
أما في الموضوع الرئاسي فإنّ الأمر لم يتعدَ وضع مواصفات للرئيس الذي يجب يكون مقبولاً من الجميع فقد حرص زعيم المختارة على إبداء رأيه في هذا الملف، مُعتبراً أنّ “طرح أيّإاسم إستفزازي من شأنه أن يُعرقل مساعي الحلول للوضع السياسي والاقتصادي على وجه التحديد لا سيما أنّ أمام لبنان تحديّات وقوانين إصلاحية على الجميع التعاون لتمريرها حتى يستطيع لبنان إبرام الإتفاق مع صندوق النقد الدولي وبالتالي العمل على تحسين ظروف اللبنانيين”.
وأبقى الإجتماع، وفق المصادر “الأبواب مفتوحة على مزيد من التنسيق والتعاون، وجرى الإتفاق على إعادة إحياء لجنة التنسيق بهدف تخفيف الإحتقان الداخلي والتوافق على آليات العمل المستقبلية بين الطرفيْن”.
والأبرز وفق المصادر هو “التوافق على تنسيق الحوار برعاية عين التينة أيّ برعاية رئيس مجلس النواب على أنّ تحديد المواعيد والبرنامج للرئيس بري”.
وبعيداً عن اللقاء فإنّ التداعيات على المستوى الداخلي الدرزي مستمرّة لا سيما بعد الحديث عن إمتعاض رئيس تكتل اللقاء الديمقراطي من هذا التقارب الذي ينسف كل المرتكزات التي خاض الحزب الإشتراكي معركته الإنتخابية على أساسها”.
وتُشير مصادر الإشتراكي إلى أنّ البلبلة تتفاعل في صفوف الإشتراكيين وحتى ضمن الحلفاء الذين إقترعوا للوائح ضد حزب الله في أكثر من دائرة، وعلى وقع شعارات تتبنّى تهديد حزب الله للوجود الإشتراكي وتحجيم دور المختارة وتطويقها وإسقاط جنبلاط في الإنتخابات النيابية”.
وتتحدث المصادر عن “إستياء نواب وقيادي الحزب الإشتراكي من عرّاب التقارب غازي العريضي على إعتبار أنّه كان الدينمو لهذا الحراك”.
كما تُشير المصادر إلى “إستياء عابر للحدود يتمثل بإستياء سعودي من هذا التقارب والذي إرتفع منسوبه بعد الكلام الذي أعقب إجتماع كليمنصو”.