بقلم وليد الخوري
دخل ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في مراوحة قاتلة. المعلومات المتوافرة حتى الوقت الحالي تُشير إلى تضارب. ففي حين نُقل عن مرجعيةٍ رئيسية تشاؤمها من المعطيات الواردة من تل أبيب، نفت مصادر أخرى على صلة بالملف أي تشاؤم يُذكر، مؤكدةً أن ما من تطور حدث منذ أن غادر آموس هوكستين المنطقة.
غير أن مصادر واسعة الاطلاع رأت أن مصدر التناقض لبناني، وعزت ذلك إلى “عملية صحافية – إعلامية” جارية في الأراضي المحتلة، في محاولةٍ لإرباك الساحة اللبنانية. وذكرت المصادر بعد تواصلها مع “ليبانون ديبايت” ، أن آموس هوكستين عاد إلى المنطقة كما ذكر الإعلام العبري، في محاولةٍ منه لنيل أجوبة على الإقتراح اللبناني الأخير، لكونه يعلم دقة المرحلة ودهم المهل، وهذا يؤكد أن واشنطن تريد حلاً سريعاً بخلاف الجانب الأسرائيلي.
لكن يبدو أن هوكستين لم يرضه الجواب الذي ناله في تل أبيب، فعاد إلى واشنطن لاستكمال الملف. وتبدي المصادر الواسعة الإطلاع إعتقادها، أن نفي موضوع الزيارة في بيروت، قد يعود إلى “تكتيك” جاء ربما بطلبٍ من هوكستين نفسه، الذي يولي الموضوع دقةً بالغة ولا يريد زيادة التشنج في المنطقة إنما يسعى إلى حلّ. لذلك قد يكون يفضّل أن تظلّ زيارته الخاطفة إلى تل أبيب، محور أخذٍ ورد أو غير مؤكدة لعدم إثارة الجلبة داخل لبنان، وهو تماماً ما تعمّدته أوساط على صلة بالموضوع، شاءت أن تنفي الزيارة أو تبدي عدم علمها بها، لإعطاء المزيد من الوقت للمفاوضات.
وتدرك الاوساط، أن عملية التفاوض، ستصل إلى موعدٍ حاسم منتصف الشهر الجاري، أي بعد ما يقارب أسبوعين من الآن. وحتى ذلك الحين، لا بدّ أن تكون الصورة قد تبلورت، أو تصبح الخيارات مفتوحة وأولها العسكرة التي يهدد بها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
إلى ذلك، لم تتبلّغ المصادر المعنية في الملف أي معلومات إضافية تذكر على ما تمّ تسجيله خلال زيارة هوكستين الأخيرة، علماً أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وهو أحد المعنيين البارزين في الملف، يتحضّر لمغادرة الاراضي اللبنانية لقضاء إجازة قصيرة.