القرار اليوم هو بيد حزب الله
يستمرّ الإنقسام العامودي الداخلي حول الإستحقاق الرئاسي المُقبل، ولم يتمكّن أيّ فريق من إحداث أي كوة في جدار الأزمة، بل يستمرّ الإصطفاف بين فريقيْن معرض ومُمانع، وفيما يبدو الفريق الممانع متماسكاً إلى حد ما يستمر الفريق المُعارض بتشرذمه، فما هو السيناريو للمرحلة المقبلة في ظل هذا الواقع الذي فرضته الإنتخابات النيابية بنتائجها التي لم تُرجح أي فريق على الآخر وماذا يعني إستدارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الاخيرة باتجاه الفريق المُمانع ؟
وفي هذا الإطار، يُشكّك النائب السابق فارس سعيد في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت” نيّة “القوى السياسية الداخلية من التيار الوطني الحر والكتل الأخرى من موضوع رئاسة الجمهورية”، ويقول : “من يُقرر ماذا سيحصل في إنتخابات رئاسة الجمهورية، إن كان سيجري إنتخاب رئيس في المهلة الدستورية أو سيتم تجاوزها أو سندخل بفراغ أو كنا سنذهب إلى حالة عدم إستقرار، هو لجنة فاحصة بقيادة حزب الله للقوى السياسية الأخرى التي لم تقرر بعد موقفها من رئاسة الجمهورية”.
ورأى أنه “مع توالي الأيام تتعقد الأمور أكثر فأكثر”، وينتقد “بعض المرشحين الذين يذهبون بإتجاه إختراعات غريبة، وكان آخر إختراع ربط موضوع إستحقاق رئاسة الجمهورية بتشكيل حكومة”، مؤكّداً أنّ “هذا الربط لا يُفيد لبنان لا بل بالعكس بزيد التعقيد على المستوى الدستوري والسيادي”.
ويرى أنّ “المطلوب اليوم من رئيس الجمهورية وفريقه إحترام المهل الدستورية وأنْ يُسلم قصر بعبدا في 31 -10 إلى رئيس جديد”.
ويلفت إلى أنّ “الرئيس عون هو رئيس آخر، فالرئيس الذي إنتُخب عام 2016 ليس الرئيس عون الذي يعرفه اللبنانيون، فهو رئيس صنيعة النظام الأمني الإيراني في لبنان والذي فرض علينا وعلى جميع اللبنانيين بالتنسيق مع بعض القوى الداخلية إنتخاب رئيس جمهورية، وكذلك فإن القرار اليوم هو بيد حزب الله”.
ويؤكّ أنّ “أي سيناريو يحصل يكون حزب الله هو من هندسه، وهو يُنفذ هندسات لأسباب لا علاقة لها بلبنان، فمثلاً إذا تعرقلت المفاوضات الإيرانية -الاميركية أو حصلت أحداث بالمنطقة، أو كان بحاجة لتحسين مفاوضاته مع الخارج فهذه الأمور جميعها تؤثر في إستحقاق رئاسة الجمهورية ما دام حزب الله هو الممسك بالقرار، لا سيما أنّه يقرأ إستحقاق الرئاسة من الخارج بإتجاه الداخل”.
ويجزم في هذا الاطار، أنّه “إذا ذهبنا إلى الفراغ فسيكون نتيجة نتيجة عرقلة بالمفاوضات الايرانية – الأميركية وإذا ذهبنا إلى إنتخاب يكون هذا الإنتخاب نتيجة الإنفراج بالعلاقات الإيرانية الأميركية”.
ويصوب سعيد على “رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط من باب أنه أحد المراجعين عند أبواب الحزب على إعتبار أن هذا الحزب هو رئيس اللجنة الفاحصة ويطرح سليمان فرنجية وجبران باسيل لرئاسة الجمهورية ومن يريد تغيير الأسماء فبابه مفتوح وهو العنوان الصالح للمراجعات، وهذا ما فعله جنبلاط”.
ويُحدّد سعيد صفات الرئيس المقبل، ويقول: “على المرشح الذي يحمل 3 أمانات: نهائية الكيان لا نريده لا أصغر ولا جزء من إطار أكبر بل نُحافظ على الكيان اللبناني، بسط سيادة الدولة وفقًا للقرارات الدولية لا سيما القرار 1559، الخروج من الورطة الإقتصادية بإقتلاع لبنان من المحور الايراني والعودة للحضن العربي.”