أعلنت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” أنه “في خضم المآسي التي يرزح تحتها الشعب اللبناني المنكوب من جراء موبقات المنظومة الفاسدة التي ما شبعت نحرا لكل الآمال والفرص والمقدرات، يصر رئيس التيار الوطني الحر على العودة إلى لغته المعهودة التي لا تدرك سوى العبث بالوقائع ولا تفقه إلا بث الأحقاد ورمي التهم جزافاً وتقليب الرأي العام بعضه على بعض، وذلك عند كل استحقاق ومفصل يشتم خلاله ذاك المعاقب بالفساد الموثق رائحة غنيمة سلطوية”.
وأضافت في بيان اليوم السبت: “الأسوأ من كل ذلك أن يختار جبران باسيل المضي بخطابه هذا أمام مخيم كشفي ليواصل الكشف عن عدم اكتراثه بما يزرعه داخل المجتمع اللبناني وتحديدا وسط الفئات الشابة من ثقافة التلفيقات والتحريض كحلقة متواصلة مع مسلسل الفبركات والخديعة الذي احترفه، ما يطرح علامات استفهام عن المغزى من خطواته هذه”.
وسألت: “هل أن بناء الأوطان يستقيم بهذا الأسلوب الحجري المتخلف؟ اعتبر باسيل بأن “جماعة فينا وبدنا ما فيهم الا على الاوادم”، فعن أي “أوادم” يتكلم؟، هل عن أولئك الذين أهدروا 40 مليار دولار في سياسات العجز والعلة والبواخر المشبوهة في قطاع الطاقة؟، أو عن الاوادم الذين أصروا على بناء سدود فاشلة ومتضاربة مع الدراسات العلمية ويواصلون تغطيتها بإقرار تمويل مضاعف دون تقدم يذكر؟ وهل قصد باسيل الاوادم الذين تمت معاقبتهم من الخارج بسبب فسادهم الموثق وممارساتهم السوداء داخل مؤسسات الدولة والذين جيروها لصالح المقربين في سوق البازارات التنفيعية رافضين اعتماد أدنى مستويات الشفافية والنزاهة مع آليات التعيين القانونية والأجهزة الرقابية؟”.
وتابعت: “اعتبر باسيل بأن مواجهة القوات لفساده وصفقاته وتعنته في جر البلاد إلى الانهيار هو مواجهة للآدمية، لذا فليعلم هو من فوقه ومن خلفه بأن حزب القوات اللبنانية لن يتردد لحظة عن مواصلة حربه ضد هكذا آدمية، لا تخجل ولا تشعر بأوجاع الناس.
أما بعد، فأن يجاهر باسيل أمام مجموعة من الشباب بسلة من الأكاذيب حول كونه أكبر كتلة في المجلس النيابي وأكبر تكتل وأكثر من حاز على دعم الطوائف، لهو ذروة في الانتهازية واستغباء العقول، وهنا نحيله إلى سلسلة من الوقائع التي يعترف بها القاصي والداني، خصوصاً أن أحدا لا يشكك بأن حساباته الرياضية لا تختلف عن حساباته السياسية، وهي خليط من أخطاء وخطايا وأوهام، إذ بأي علم حساب الرقم 17 أكبر من الرقم 19؟”.
وأردفت: “كتلة التيار لم تكن لتحصد هذا العدد من المقاعد لولا تحالفاتها مع الثنائي الشيعي وعملاء النظام السوري من البقاع إلى بيروت وجبل لبنان وصولا للشمال، لم يتردد حزب الله في تجيير آلاف الأصوات التفضيلية لإنجاح مرشحي التيار وتأمين فوزهم ودائرة بعلبك الهرمل أكبر مثال، هل لباسيل أن يصارح نفسه ومن ثم مناصريه، ولو لمرة واحدة، عن قدرته الذاتية في حصد التمثيل الشعبي، التي ما كانت لتتخطى أصابع اليد الواحدة لولا استنفار حلفائه الإقليميين لإعادة انتاج ما انتهى بفعل سقوط خديعة العصر بالضربة القاضية؟”.
وتابعت: “هل يعلم “رمز الآدمية” بأن الدولية للمعلومات كما كل مؤسسات الإحصاء جزمت نيل “القوات” المرتبة الأولى في كل الطوائف المسيحية كما حصدها لأرقام متقدمة لدى بقية الطوائف المسلمة بفعل ثقة الناس بها، بينما نال مرشحو “التيار” أصوات الشيعة والعلويين والدروز بأمر من دمشق وطهران؟، ونعم لم تخطئ يا جبران عندما طالبت شبابك بالصمت لدى قولهم جعجع صهيوني، داعياً إياهم للنظر إلى مشروعه الذي يتحدث عنه، فمشروع القوات هو بناء الدولة التي بعتها لصالح الدويلة لقاء حفنة من المناصب”.
واستطردت: “مشروع القوات هو سمو الانسان الذي حولته إلى طالب لقمة عيش في عهدك الأسود، ومشروع القوات هو قدسية الإرادة الحرة التي حاولت إخضاعها بالوعيد والملاحقات الجائرة”.
وختمت: “ماذا تفعل يا باسيل؟، ماذا تعلم الأجيال الشابة؟، هل تعلمهم الكذب والخديعة حفاظا على مدرستك؟، هل تعلمهم أن كتلة من 17 نائباً من ضمنهم أربعة أتوك كهدية مباشرة هي أكبر من كتلة 19 نائبا بالأصوات الصافية؟، وهل تعلمهم أن المعاقب دوليا بالفساد هو مثال يحتذى به؟ وأن هدر أموال الخزينة على الصفقات هو باب التقدم والتطور وبناء الذات؟ أو أن العودة إلى لغة الحرب والاقتتال والطائفية هي وسيلة قوة وإثبات وجود؟، ويقال إن لم تستح فاصنع ما شئت، فما بالك في زمن يحتاج فيه الناس إلى بصيص نور وأنت لا تفقه إلا إنتاج العتمة، لك يا ابن العهد عتمتك ولغتك وصناعتك ولنا مستقبل أولادنا وثقة مجتمعنا وأمانة أبطالنا الذين لا يليق العهد إلا بهم، لأنهم أمناء أنقياء لا يخونون، لا يبيعون ولا يشترون”.