–
الرئيس الأمريكي جو بايدن كافح بشدة لتمرير أي بند من جدول أعماله.. لكنه لم ينجح في أي ملف تقريبًا.
والآن، نجح أخيرًا في مساعدة إيران على إكمال الخطوات الناقصة للوصول إلى السلاح النووي بعد عقود من وقف التقدم.
إيران الآن أقرب من أي وقت مضى إلى تطوير سلاح نووي فعلي. وصلت إلى نقطة أبعد كثيرًا مما يمكن للاغتيالات أو التخريب، أو حتى حملة الضربات الجوية في إعاقتها.
بايدن السبب
رغم أن إيران سارت في طريق القنبلة النووية اعتمادًا على نفسها، لكن أكبر مساعدة تلقتها كانت من أسلوب بايدن العنيد في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي 2015.
من الصعب القول إن الاتفاق النووي قد انتهى نهائيًا لأنه – نظريًا – يمكن للطرفين التوصل إلى اتفاق بأعجوبة في أي وقت.
لكن، أي اتفاق وبأي صيغة؟ مسؤولو واشنطن وبروكسل يعترفون بأن مساحة الحلول الوسط استنفدت وأن شروط إيران الحالية غير مقبولة.
وهنا، جاء الإعلان الأكثر إثارة للاهتمام حول وفاة الاتفاق النووي لدى العدو الصهيوني.
في مقال رئيس وزراء العدو الأسبق إيهود باراك، كتب أن إيران ستتحول هذا الصيف إلى دولة نووية بحكم الأمر الواقع، وأن فرصة منعها بالقوة من امتلاك قنبلة نووية فاتت.
إيران تعترف.. وبايدن يرد بأسوأ صيغة
إيران تقول علنًا إنها لن تصنع قنبلة نووية فعلية، ومن المرجح أنها لن تفعل ذلك في أي وقت قريب؛ ليس فقط لأن إتقان التكنولوجيا اللازمة لإيصال رأس حربي سيستغرق بعض الوقت،
إنما لأن نظام إيران يحتاج للاحتفاظ بدرجة معقولة من إمكانية الإنكار، تعطيها فوائد الردع النووي دون الوقوع تحت عقوباته.
لكن مؤخرًا، أشار مسؤول إيراني رفيع إن بلاده “تملك القدرة التقنية لصنع قنبلة نووية. صحيح أن التراجع عن التصريح جاء سريعًا، لكن توقيته عكس تحولًا كبيرًا عن اللهجة السابقة التي عارضت بوضوح حتى إمكانية تطوير أسلحة نووية.
ماذا فعل بايدن وسط كل ذلك ؟! لا شيء.
لا فرض إرادته بالعودة لاتفاق نووي شامل للحدود الدنيا من الضمانات، ولا أرضى خصومه السياسيين باتخاذ قرارات أقوى.
والآن، يبدو أنه لا يملك من أمره شيئًا: لا عقوبات قصوى، ولا عودة للاتفاق النووي.
إيران تقيد أمريكا
من الناحية الفنية، يمكن للولايات المتحدة شن حرب واسعة النطاق ضد إيران من شأنها أن تقضي على البرنامج النووي أو تقوضه بشدة، وربما تؤدي إلى انهيار الدولة الإيرانية، لكن النخب الأمريكية لا تحبذ ذلك.
والآن، وبعيدًا عن مناقشات السياسة الأمريكية، من المرجح أن يؤدي تصنيع إيران للنووي إلى تقييد عملية صنع القرار الأمريكي في المنطقة لأجيال قادمة.
يمكن لسياسيين كثر تبني نظرية أن انسحاب دونالد ترامب من اتفاق إيران النووي كان مأساة.
لكن تلك المأساة أصبحت حقيقة ملموسة في عهد جو بايدن، بفضل مزيج الضعف والتردد، الذي أعاد خلق تجربة كوريا الشمالية في الشرق الأوسط.
لهذا، لا يلومن بايدن سوى نفسه. لم ينجز الكثير كرئيس، لكن يبدو أن بايدن سيحظى بإرث واحد تاريخيًا، أنه أصبح بابا القنبلة النووية الإيرانية.