بقلم فادي عيد
من عامية أنطلياس، ومن مقرّه المُحبّب فيها، وفي حضور كوكبة من الإعلاميين، أراد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب ملحم رياشي إعلان ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الى رئاسة الجمهورية.
فالجميع، بحسب رياشي، يطرح مواصفات الرئيس، ولكن كل تلك المواصفات تجعل الرئيس المنتظر والمرشّح ينظر إلى “حزب الله” “من تحت” بينما سمير جعجع، في حال أصبح رئيساً، هو الوحيد في لبنان بإمكانه أن يتحدّث مع “حزب الله” بقوة وصلابة وحوار من الندّ إلى الندّ، وهو رئيس “ليحلّ مشكلة وليس لافتعال المشاكل”.
وأضاف، “هناك الكثير من المواصفات لإسقاطها على شخص ما، وكل يوم يطلّ شخص يمكنه أن يقوم بالإصلاح، لكنه لا يستطيع استعادة السيادة، أو أنه يستطيع استعادتها، ولا يمكنه القيام بالإصلاح، وهما أكبر عنوانين، وهناك عنوان ثالث كبير وهو التجربة والخبرة”.
ويعلّل رياشي ترشيحه جعجع بالقول: “السبب بسيط جداً، لأنه بعد كل المتداوَل من مواصفات، سمير جعجع هو الوحيد المطابق، والأكثر تجربة في الدولة والسياسة، وسمير جعجع نجح في تأسيس دولة في عزّ الحرب، والوحيد الذي يمكنه فكّ عزلة لبنان، فلماذا علينا أن نأتي برئيس غير معروف، وأن نعمل على دعمه لكي يفكّ عزلة لبنان، سمير جعجع موجود، ويمكنه التحدّث مع الجميع من دون أي استثناء”.
وعن “فيتو” “حزب الله”، قال : “سمير جعجع لديه مشكلة مع حزب الله؟ نعم، ولكن حزب الله هو أحد مكوّنات هذا البلد، والوحيد الذي يستطيع التحدّث معه من دون قفازات، ومن دون أي تنازلات، وحتى لو لم يصل جعجع إلى الرئاسة، فهو الوحيد الذي يمكنه أن يتحدث مع حزب الله من مركز قوة”. ويضيف: “في لبنان معادلتان القوات اللبنانية من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، وما يمثله من قوة عسكرية وخارجية وإقليمية مع إيران”.
وقال : ” يتحدثون بأسماء غير معروفة، وهذا الأمر لا يصنع بلداً ولا يصنع تواصلاً حقيقياً مع حزب الله، وخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرلله الأخير يظهر أن الحزب يقوم بمراجعة كبيرة جداً، لأنه اكتشف بعد الإنتخابات النيابية أن لدى اللبنانيين مشكلة مع أدائه”. وأردف: “البحث عن أسماء من هنا وهناك لا يشبه الثورة ولا التغيير ولا منطق التغيير، وصوتي سأرفعه في “الجمهورية القوية”، وسأقول للجميع، إذا لم نطرح سمير جعجع كمرشح، فلا معركة رئاسية والمعركة لن تأخذ الحيّز اللازم لها”.
وشدّد رياشي، على أن “جعجع لا يريد الترشّح إلى الإنتخابات، وهو لا يزال في طور البحث”، قائلاً: “قراري اليوم شخصي، والإنتظار في هذه المرحلة خطير جداً، وأنا كنائب عن لبنان والمتن الشمالي، هذه معركتي في التكتل وخارجه وسأخوضها بكل قوتي”. وإذ أكد أن “ترشيح جعجع ليس للعرقلة أو لتطيير الإستحقاق ودخول الفراغ”، اعتبر أن “ترشيحه يرفع سقف المواجهة والسقف الرئاسي”، وأشار إلى أن “معركة سمير جعجع هي لوصول سمير جعجع، وفي الحسابات السياسية هناك قوتان وهما القوات وحزب الله، وجعجع لا يُكبِّر الإشكال أبداً، والمواصفات التي يطلبونها موجودة فيه، وهو ليس فقط قادراً على التحدّث مع حزب الله، بل هو قادر يحكي مظبوط مع حزب الله لأن غيره يتحدث مع حزب الله من تحت”.
وقال رياشي : “لا يمكن لسمير جعجع في وقت كهذا أن لا يترشّح لأنه يريد حماية صورته، فهناك بلد أصبح في نهايته ويستوجب إنقاذه، ولا ترف في ظل القرف الذي وصلنا إليه”.
النائب رياشي اتخذ قراره بشكل متفرّد وسيجري الإتصالات اللازمة لإنجاحه، وسيكمل الطريق حتى النهاية، لأنه يرى فيه المُنقذ والقادر على وضع اليد على الطاولة والتحدّث مع “حزب الله” من دون خوف، “فسمير جعجع لم يَخَف لا من حرب ولا من سجن، ولن يخاف من استحقاق رئاسي”.