بقلم علي خليفة
في كتابه بعنوان سقوط السماء : آخر أيام الشاه، يذكر أندرو سكوت كوبر، أن “الشاه كان مستعدًا لمفاوضة السيد موسى الصدر. وكان ذلك ليشكل أملًا كبيرًا لتعايش التشيّع والحداثة. لكن اختفاء الصدر أطفأ جذوة ذلك الأمل، وعبّد الطريق أمام تشيع متطرف ثوري في إيران”.
كان السيد موسى الصدر يواصل مراكمة المواقف الشجاعة، الصلبة، الوطنية.
ولأكثر من سبب، شكّل كلّ هذا التراكم قلقًا للنظام السوري الطامع بلبنان، ولأبو عمّار الطامح مدّ قواعده في الجنوب اللبناني. اكتملت بذلك الذرائع ليصبح المشهد مؤاتيًا للتصفية ومتشعّبًا في آن لدرء أيّة شبهة.
كان يُفترض لقاء السيد موسى الصدر في ليبيا بآية الله محمد بهشتي، كبير مستشاري الخميني لبحث الاحتجاجات القائمة ضد الشاه من جهة، ومن جهة ثانية رفْضُ وصول التشيّع المتطرف إلى الحكم على ظهر الاحتجاجات القائمة، سيّما بعد الاصلاحات التي أقدم عليها الشاه.
لكنّ أيّامًا مضت في أحد فنادق طرابلس الغرب دون جدوى، حتى فرغ صبر الصدر وقرر المغاردة في ٣١ آب، دون لقاء بهشتي.
عن هذا الموعد/الفخ، يرد في كتاب الجاسوس الصالح : سيرة روبرت أميس، المسؤول عن مكتب وكالة الاستخبارات المركزية ( CIA ) في بيروت، أن الصدر وصل ومرافقَيه إلى قاعة كبار الشخصيات في مطار طرابلس الغرب في نفس الوقت مع اتصال بهشتي بالقذافي، لمنع الصدر من المغادرة…
بعد ذلك، ما حدث يفطر القلب… للسيد موسى الصدر ومرافقَيه على يد الطاغية القذافي. وبعد ذلك بسنوات، لقاء الطغاة في صور…