–
يتزامن اليوم ذكرى مرور 25 عاماً على رحيل الأميرة البريطانية ديانا، التي رغم رحيلها مازالت تحتل حيزاً كبيراً في قلوب شعوب العالم بأسره، ولاتزال وفاتها تثير الكثير من الشكوك خاصة وأن بعض الألغاز حول الحادث لم تحل حتى يومنا هذا.
وفي هذا السياق، وضمن وثائقي أعدته القناة 4 التلفزيونية البريطانية بعنوان Investigating Diana Death In Paris وبثت حلقته الرابعة في 21 أغسطس الجاري، تحدث محققون فرنسيون حول لغز السيارة التي اصطدمت بسيارة الأميرة ديانا في ذلك الحين، ولم يتمكن أحد من الوصول إليها.
وقد عبر المحققون، من لواء فرنسي، معروف باسم Brigade Criminelle تابع للشرطة كوحدة متخصصة بالتنقيب عن ملابسات ما يقع من جرائم على أنواعها، عن الإحباط الذي يشعرون به حتى اليوم من فشلهم في تعقب سيارة Fiat Uno بيضاء اللون، يعتقدون أنها كانت متورطة نوعاً ما بحادث السيارة الذي أودى بحياة الأميرة ديانا في 31 أغسطس 1997، والتي كانت برفقة صديقها المصري الأصل عماد الفايد، أو “دودي” كما كان يعرف ابن رجل الأعمال محمد الفايد.
ووفقاً لشهود عيان، فالسيارة مرت قرب سيارة الـ”ميرسيدس” التي كانت تستقلها الأميرة البالغة 36 ذلك الوقت، فاصطدمت بسرعة عالية بها، قبل أن تصطدم بعمود في داخل النفق، وتلفظ أنفاسها الأخيرة بعدها في مستشفى في باريس تم نقلها إليه.
وقد ذكرت صحيفة التايمز نقلاً عن مارتين مونتل قائد اللواء، قولها إن العالم كله تقبل فكرة وفاة الأميرةديانا في حادث عادي، أما هي فتشعر بإحباط من فيات أونو، لكنها أكدت أن سائقها ليس الجاني الحقيقي، بل كان يقود سيارته بهدوء، قبل أن تصل سيارة الأميرة بسرعة عالية وتصطدم بسيارته.
كما نقلت عن محققين آخرين قولهم إن شخصين شاهدا فيات أونو بيضاء تغادر النفق. سائقها ذو بشرة سمراء، وشعره قصير، وكان ينظر على مرآتيه، وسيارته ضوؤها الخلفي قد انكسر، ويجلس معه في السيارة كلب مغطى الفم والأنف بكمامة.
وما يؤكد رواية الشهود أنه تم اكتشاف آثار طلاء باللون الأبيض منها على المرسيدس”، أي أنها اصطدمت أيضاً بسيارة الأميرة.
وشرح أيضاً المفوض السابق من 2000 إلى 2005 لشرطة لندن، أنه خلال تحقيقه في نظريات المؤامرة المحيطة بوفاة الأميرة ديانا وجد دليلاً ظاهرياً بأن سائق الفيات هو شخص يدعى Le Van Thanh وكان يبلغ من العمر حينها 22 عاماً، ويعمل حارساً أمنياً في باريس، إضافة إلى سائق بالأجرة، لكن الأخير نفى وجوده هناك، أي مروره بنفق “ألما” في باريس، وبقيت سيارة الـFiat Uno التي اصطدمت بها سيارة الأميرة ديانا لغزاً لم يتمكن أحد من الكشف عنه حتى يومنا هذا.
وفاة الأميرة ديانا
كان ذلك بعد منتصف الليل من يوم 31 آب/أغسطس 1997، عندما كانت الأميرة ديانا برفقة صديقها الملياردير المصري «دودي الفايد» في العاصمة الفرنسية باريس، وفي يوم الحادثة المشؤوم، حاول سائق الفايد أن يهرب من عدسات المصورين، التي كانت تلاحقهما أينما ذهبا، وحينها كانا متوجهيْن لتناول العشاء في فندق الـ«ريتز».
حاول السائق القيام بمناورات عديدة حتى يهرب من المصورين، وقاد بسرعة كبيرة وصلت حتى 100 كيلومتر/ساعة، لكنه فقد السيطرة على السيارة تماماً لسبب غير معروف، عند وصوله إلى نفق «بونت دي ألما» في باريس، واصطدم بأحد الأعمدة داخل النفق، ووقع الحادث المروّع التاريخي الذي شغل كل العالم حينها، ولقي دودي الفايد مصرعه في هذه الحادثة، وفشلت كل الجهود التي بُذلت لإنقاذ حياة الأميرة ديانا حينها، ورحلت عنّا بعد ساعات قليلة في المستشفى؛ ليكون خبر وفاتها صدمة رمت الحزن في قلوب الملايين.
ولكن المثير للجدل في الموضوع، أن الأميرة ديانا وصديقها المصري دودي الفايد، قد استخدما سيارة معينة طوال اليوم، وكانت تصحبها سيارات مرافقة، ولكن تم تبديل السيارة في آخر لحظة، ولم يكن هناك أية سيارة مرافقة أخرى يوم الحادث.
كما كان من المعروف عن الأميرة ديانا، التزامها بربط حزام الأمان في السيارة، بينما لا يربط الحارس الشخصي حزام الأمان؛ حتى لا يعرقل حركته عند حدوث طارئ، لكن في موقع الحادث، وُجدت الأميرة بلا حزام، ووُجد الحارس الشخصي رابطاً الحزام.
إضافة إلى كون الأميرة ديانا بقيت 81 دقيقة من موقع الحادث، مع أنه كان يمكن إخراجها بشكل أسرع، وخصوصاً أنه لم يكن هناك ضرر كبير في الجانب الذي كانت تجلس فيه في السيارة.
وبعد وفاتها تم بث جنازة الأميرة ديانا في 60 دولة، وشاهدها ما يقارب 2.5 مليار شخص، وبكى الملايين عليها حول العالم بشكل مؤثر.
الليدي ديانا
ولدت ديانا سبينسر في 1 يوليو 1961، وحصلت على لقب الليدي Lady عام 1975 بعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر.
تزوجت الأمير تشارلز في حفل أسطوري عُرف بزفاف القرن عام1981، في كاتدرائية القديس بولس، في حفل اعتبرته أجيال عدة مشهداً من إحدى قصص الخيال الرومانسية، ولينتهي ذلك الزواج بعد خيانة الأمير لها، ومعاناتها كثيراً بالطلاق الذي وقع عام 1996، وبطفلين هما الأمير ويليام والأمير هاري.
اهتمت الأميرة كثيراً بالأعمال الخيرية منذ أن أصبحت زوجة ولي العهد البريطاني، وحتى بعد طلاقها وصولاً إلى وفاتها، وأولت اهتماماً كبيراً بالفقراء، ومنذ عام 1988 ازداد ظهورها في كل المستشفيات والمدارس والجمعيات الخيرية، لكن الاهتمام الأكثر كان للأمراض الصحية المستعصية مثل: الإيدز والسرطان؛ مما جعلها نموذجاً للرعاية الملكية، يسعى الأمير ويليام الذي كانت تصطحبه معها؛ ليكون على خطاها حالياً.
كما اهتمت الأميرة ديانا بمشروع إزالة الألغام الأرضية، وكانت الراعي الرسمي لمؤسسة “هالو ترست”، تلك المؤسسة التي تعَد الأكبر والأعرق في هذا المجال، ولم يكن الاهتمام بالدعم عن بُعد فقط؛ بل زارت العديد من حقول الألغام في أنغولا لتسليط الضوء على خطورة الأمر.
عانت الأميرة ديانا كثيراً من القواعد الصارمة للعائلة الملكية، منذ اللحظة الأولى لدخولها العائلة؛ حتى بعد الانفصال؛ إضافةً إلى معاناتها سراً في بداية الأمر ولاحقاً في العلن، من الخيانة الزوجية والعلاقة غير الناجحة التي شكلت القسم المحزن في حياة الأميرة، التي كانت تضج بالحياة.