هل تهزم روسيا أنظمة صواريخ “هيمارس” بمسيّرات إيران ؟

ها هي روسيا تضيف مسيّرات إيرانية إلى ترسانتها الحربية، على الرغم من أن الخبراء ليسوا متأكدين من أنه سيكون لها تأثير كبير على أنظمة الصواريخ العالية الحركة (هيمارس) التي قدمتها الولايات المتحدة والتي أثبتت أنها مثمرة للقوات الأوكرانية.

وبحسب صحيفة “نيوزويك” الأميركية، “أكد البنتاغون أن روسيا استوردت مئات المسيّرات الإيرانية مع اشتداد الحرب في شبه جزيرة القرم وخيرسون. يتطلب تشغيل المسيّرات تدريبات عسكرية مكثفة قد لا تساهم في تحقيق نجاح روسي، لأنها لا تزال تفتقر إلى الدقة الصاروخية التي تمتلكها أوكرانيا، مما يجعل من الصعب استهداف الأجسام المتحركة مثل هيمارس.

قال الكولونيل المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية مارك كانسيان للصحيفة : “ستعمل المسيّرات مع الصواريخ البعيدة المدى غير الموجهة مثل الصواريخ الروسية، ولكن ليس بنفس الفعالية”. وأضاف: “علاوة على ذلك، سيحتاج الروس إلى تطوير نظام الاستطلاع والمراقبة والاستحواذ على الهدف حتى يتمكنوا من تحويل المعلومات من مسيّرات إلى هجمات فعالة”. إن إستراتيجية روسيا في استخدام المسيّرات تشبه الإستراتيجية الأوكرانية، وفقًا لكانسيان. سوف يستخدمون المسيّرات بهدف الكراقبة المدفعية وكمنصة هجوم بصواريخ على متن الطائرة”.

وتابعت الصحيفة، “وقال كانسيان إنه لا يزال من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق الروس حتى يتأقلموا مع تشغيل التكنولوجيا وصيانتها. ومع ذلك، أضاف أنه إذا تعلم الروس استخدام المسيّرات بشكل فعال، فإن الأوكرانيين سيواجهون مشاكل مماثلة لما يواجهه الروس، بما في ذلك الضربات على المقرات والمسائل اللوجستية التي قد تعطل الهجوم المضاد. ورد أن الهجمات التي شنتها طائرات هيمارس الأوكرانية والطائرات الحربية جعلت الروح المعنوية للجنود الروس “بائسة”. لقد أثبتت أنها فعالة في مساعدة أوكرانيا على التغلب على التقدم الروسي، مما يجعل من الضروري أن تضع روسيا استراتيجية لمواجهة هذا السلاح. وقال صمويل بينديت، محلل الشؤون الروسية في مركز التحليلات البحرية (CNA) وزميل أول مساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد للصحيفة، ” هيمارس و تريبل 7 هما على رأس تلك القائمة التي يركز القادة العسكريون الروس على تدميرها”.

وأضاف : “لهذا السبب إن روسيا بحاجة إلى قدرات إضافية لتحديد هدف وضربه بسرعة كبيرة بعد تحديده”. قال بينديت إنه إذا أرادت روسيا استيراد مسيّرات من دولة سبق وأستخدمتها بالفعل في القتال، فإن إيران كانت خيارها الحقيقي الوحيد”.

وأضافت الصحيفة، “قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية تود بريسيلي لصحيفة “بوليتيكو” الأميركية، إن نوعي الطائرات بدون طيار أو المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs) التي تلقتها روسيا من إيران هما جزء من طراز “مهاجر-6″ و”شاهد”. يمكن استخدام هذه المسيّرات في مهام القتال والاستطلاع، بما في ذلك الهجمات جو-أرض والحرب الإلكترونية واستهداف ساحة المعركة.

تم الترويج لـ”شاهد 129″ على أنها ربما أفضل مسيّرة إيرانية الصنع، حيث تمتلك القدرة على السفر لمسافة تقارب 1100 ميل أبعد من نظيرتها “بيرقدار TB2” التي قدمتها تركيا لأوكرانيا. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل خلال إفادة صحفية في 30 آب إن الطائرات الروسية حمّلت المسيّرات في مطار في إيران “على مدار عدة أيام في آب” ثم نقلتها إلى روسيا. وأضاف أن هذه الخطوة جاءت ردا على “نقص كبير في الإمدادات” بسبب العقوبات.

وقال باتيل : “يستمر العاملون الروس في تلقي التدريب في إيران على كيفية استخدام هذه الأنظمة … أجبر نقص الإمدادات روسيا على الاعتماد على دول غير موثوقة مثل إيران في الإمدادات والمعدات”. وتابع قائلاً: “في الواقع، تشير معلوماتنا إلى أن المسيّرات المرتبطة بعملية النقل هذه قد تعرضت بالفعل لإخفاقات عديدة”.”

وبحسب الصحيفة، “شون سبونتس، المحارب القديم في البحرية الأميركية ورئيس تحرير موقع “تقرير قوات العمليات الخاصة” (SOFREP)، متشكك في أن تكون روسيا قادرة على دمج المسيّرات الإيرانية بشكل فعال في استراتيجيتها الحربية. قال سبونتس في حديث لصحيفة “نيوزويك” : “قد تكون المسيّرات الإيرانية متطورة بالنسبة للمنطقة التي تعمل فيها في العراق واليمن، لكن الصراع في أوكرانيا قصة أخرى”.

وأضاف : “الأوكرانيون ليسوا جيدين فقط في تشغيل أسطول مسيّراتهم، لكنهم كانوا أيضًا بارعين في إسقاط المسيّرات الروسية أيضًا. ولهذا السبب تقوم اليوم روسيا بشرائها من إيران”.”

اخترنا لك