تستمر محاولات الهرب من “جهنّم” عبر المراكب غير الشرعية التي تنطلق من الشواطئ الشمالية باتجاه سواحل أوروبا.
وفي جديد معاناة المهاجرين، لا يزال أكثر من 60 لبنانياً، بينهم نساء وأطفال، عالقين على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً من الشواطئ الأوروبية بين إيطاليا واليونان من دون طعام أو ماء.
هذا بعد أن تعطّل مركبهم وهرب القبطان ومساعدوه ليلاً وبغفلة من الجميع عبر مركب أقلّهم.
.وترفض البواخر والمراكب العابرة بالقرب منهم مساعدتهم أو الاستماع إلى نداء استغاثتهم.
في هذا السياق، أشار مختار بلدة ببنين زاهر الكسار الذي يتابع مع بعض الأفراد من عائلات المهاجرين تطورات الأوضاع، إلى أن “الأهالي الخائفين على مصير أبنائهم، يتواصلون مع الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، الذي بدوره على تواصل مع وزارة الخارجية وعدد من السفراء اللبنانيين في أوروبا، وبخاصة إيطاليا واليونان، بحثا عن حلول للوضع المأسوي للمهاجرين على متن هذا المركب، والطلب من السلطات الأوروبية المساعدة على إجلائهم مخافة غرق المركب فيهم في أي وقت”.
من جهته، قال أبو أيمن المشمشاني إن “على متن هذا المركب عدداً كبيراً من أبنائه وأحفاده، وعددهم 18 شخصاً تقريباً، هربوا من هذا الوضع المعيشي الصعب، وتخلّوا عن كل ما يملكون، رغم المخاطر، ليعبروا البحر بحثاً عن عيشة كريمة ومستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم”.
ولفت إلى أن “واقع كل من على هذا المركب القريب من جزيرة مالطا الإيطالية صعب للغاية، وأولاده تواصلوا معه، وهم يناشدون المسؤولين اللبنانيين للمساعدة وإنقاذ حياتهم المهددة”.
وتوجه بالشكر من اللواء خير “الذي يقوم بكل ما يمكنه”.
كما ناشد المشمشاني الجهات الرسمية المعنية في الدولة المساعدة وإنقاذ ركاب المركب المهدّد بالضياع والغرق بعد أن هرب القبطان ومساعدوه”.
وتنشط الهجرة غير الشرعية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ووفق المعلومات، فإن المراكب تُبحر يومياً من شواطئ عكّار وطرابلس.
وتقع المسؤولية على أصحاب السلطة من برعوا في تناسي أن الانسان في الشمال موجود ويستحق العيش بكرامة، كما وصف المشهد مؤسس “حراس المدينة” محمد شوك الذي اكد في اتصاله مع “بوابة بيروت” : أننا كأبناء طرابلس والشمال نقدم ما بوسعنا كي نكون الى جنب أهلنا في هذه الايام الصعبة خصوصاً أن الإمكانات محدودة.
كما وأكد شوك أننا في “حراس المدينة” ومنذ الانطلاقة لم نوفر جهداً إلا وسخرناه في خدمة أهلنا المنكوبين بعدما وصلت له البلاد.
وأضاف : الهجرة التي نشاهدها نحمل مسؤليتها للأجهزة الأمنية خصوصاً، وما يفعله الأمن العام اللبناني بملف جوازات السفر يزيد “الطين بلة”.
وختم : ماذا تتوقع من إنسان مقهور ومنهوب، منع من السفر براً وجواً؟! فوضع قدره بعين الله ورمى نفسه في بحر الموت.