مآس جديدة فرضها الوضع المتأزم في لبنان على أبنائه، تتلخص في قاربين حملا مواطنين ساعين إلى الحصول على فرصة لحياة أفضل خارج الوطن، إلا أن أحد القاربين علق في مياه مالطا، وعلى متنه 70 شخصا، وآخر تعرض لاعتداء بالمياه اليونانية، وأعيد لضفة مدينة أزمير التركية.
وكشف أهالي مجموعة من اللبنانيين المتواجدين على متن الزورق العالق في بحر مالطا، بعد أن أقلهم، الجمعة، من شاطئ عكار، تفاصيل المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه، موضحين أن الزورق تعرض لعطل قبل أن يهرب قائده تاركا مصير الركاب للمجهول في عرض البحر.
تفاصيل الواقعة
على ما يبدو لم يأخذ المهاجرين على متن الزورق العالق، العبرة من مأساة غرق زورق آخر، أُطلق عليه “زورق الموت” قبالة سواحل طرابلس، في 23 أبريل الماضي، وكان ينقل أكثر من 80 شخصا تم إنقاذ بعضهم، وبقي حوالي 30 شخصا في عداد المفقودين.
وفي تطورات جديدة، علم موقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الزورق المفقود عالق في بحر مالطا، وعلى متنه 70 لبنانيا، من بينهم حوامل وأطفال، وترك جميعهم من دون طعام”.
وبعد معلومات نشرها موقع “سكاي نيوز عربية” حول الزورق المفقود وعلى متنه 70 لبنانيا، تواصلت أسرة بعض المفقودين مع الموقع، وكشفوا عن التالي:
- الزورق تعرض لعطل وهرب السائق خلسة وترك الركاب لمصيرهم.
- علق الزورق في المياه عند سواحل مالطا، والركاب معظمهم من بلدة ببنين في عكار شمالي البلاد، وعلى متنه امرأتين حاملين كن على وشك الولادة، وذلك بعد أن تضاربت المعلومات عن ولادة حصلت بالفعل على متنه.
- أبو أيمن المشمشاني (70 سنة) من بلدة ببنين، قال بحزن واضح: “لم يبق لي في لبنان أحد. جميع أولادي وبناتي وأزواجهن وأحفادي الآن على متن الزورق العالق في المياه الإقليمية في بحر مالطا، منذ الخميس”.
- “أخبروني أن زوجة ابني التي كانت حاملا بشهرها الخامس أجهضت من شدة الخوف على الزورق”، حسب ما كشف الرجل السبعيني بحسرة.
- وأوضح أن من بين الركاب امرأتين حاملين، فيما تتراوح أعمار الأطفال ما بين سنة و12 عاما، وجميعهم أحفاده.
مناشدة للدول العربية والغربية
واستطرد أبو أيمن في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الزورق يبعد عن الشاطئ مسافة 50 ميلا بين مالطا وإيطاليا، مضيفا: “أناشد العالم والدول العربية إنقاذ الزورق الذي تعرض لأعطال وبقي ركابه من دون مياه أو طعام، بعد أن تركهم القبطان، وهو من الجنسية السورية، ورحل”.
كما ضم الزورق العالق على متنه، عائلات فلسطينية، وفق أبو أيمن.
وأكد العالقون في زورق مالطا من خلال ذويهم، أنهم “تواصلوا مع السفارة الإيطالية وناشدوا السلطات اللبنانية والإيطالية التدخل لمساعدتهم ومنع غرقهم لكن دون جدوى”.
زورق آخر… مأساة أخرى
من جهة أخرى، علم موقع “سكاي نيوز عربية”، أن “زورقا آخر تعرض لاعتداء في المياه اليونانية، وأعيد إلى ضفة مدينة إزمير التركية”.
وأوضحت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “مجموعة من العائلات اللبنانية متواجدة حاليا في مركز للأمن التركي، عند شواطئ إزمير”.
ما القصة ؟
الإعلامي مصطفى السيد، كشف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “زورقا آخر على متنه عائلات لبنانية وصل المياه الإقليمية اليونانية، واشتبك مع إحدى البوارج اليونانية التي اعترضته”.
تم سحب الهواتف من الركاب، ثم أعادت البارجة الزورق بركابه إلى تركيا، وتحديدا إلى ساحل إزمير.
أحد ركاب الزورق، محمد كلاسيني، وهو من منطقة الميناء في طرابلس، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الزورق تعطل الخميس الماضي، قبل الوصول إلى اليونان بـ150 ميل فقط.
وأوضح أن البارجة اليونانية “سحبت الزورق وبقيت تلف به في المياه قرابة الـ24 ساعة، ثم أعادته إلى سواحل إزمير”.
“تعرضنا من قبل الذين كانوا على متن البارجة إلى الضرب والسرقة، وبعد أن اتصلنا بالشواطئ التركية تم استقبالنا وتزويدنا بالطعام”، وفق كلاسيني.
وأوضح : “حاليا نحن عند نقطة أمن الجندرمة التركية، بانتظار إعادتنا إلى لبنان”.
وتابع : “عددنا 43، جميعنا من لبنان، ومعنا أطفال ونساء، بالإضافة إلى 7 أشخاص من سوريا، وهم أقاربنا”.
“من بين الأطفال من يعاني من مرض التوحد، وابنتي مريضة جدا”، وفق كلاسيني.
وختم الرجل حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، بالقول : “علمنا أننا سنخضع للتحقيق قبل مغادرتنا في دائرة الهجرة. سنعود إلى لبنان بعد أن بعنا بيوتنا”.