من أجلك أنت… اخرج !

كتب نبيه البرجي في” الديار” : قل لنا يا فخامة الرئيس، اذا كان هذا اللقب لا يزال صالحاً للاستعمال ما دامت الجمهورية في غيبوبة قد تكون أبدية، كيف ستنتقل ليل 31 تشرين الأول من بعبدا الى الرابية اذا بلغ سعر الدولار الـ50000 أو الـ 100000 ليرة، وهذا ممكن جداً ؟

كانت أمامك فرصة للدخول في التاريخ، كما في عام 2006، ولقد خرجت منه فور وصولك الى القصر، أن تفعل مع نجيب ميقاتي ما فعله بوانكاريه مع كليمنصو، حيث وقّع على التشكيلة الحكومية التي ستناط بها ادارة البلاد مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، دون أن ينظر في الأسماء. فعل هذا من أجل فرنسا. لماذا لا تفعل ذلك من أجل لبنان.

تلك أيام للتأمل. لسوف تكتشف أنك على مدى السنوات الست، كنت تقاتل طواحين الهواء، وأن عليك أن تجثو وأنت تبكي، أمام تمثال للسيدة العذراء كما فعل الجنرال فرانكو، الذي احتار ما يفعله بيديه الملطختين بالدم. أنت تركت يديك تتلطخان بالخراب…

أثناء زيارة للرئيس الياس الهراوي في القصر، قال لي باللهجة الزحلاوية «أنا مش هون لأكون… أبو كعكة». ميشال عون لم يحلم بالقصر ليكون «أبوكعكة».

لكنه لبنان بالدستور الملتبس، وبالدولة الملتبسة، وبالمجتمع الملتبس. صلاحيات ونصوص، يختلط فيها الحابل بالنابل، لذا تتناسل الأزمات، وتتناسل الصراعات، وتتناسل الأهواء، التي انتهت بنا الى الهاوية.

لتكن، يا فخامة الرئيس، حكومة «كيفما اتفق «، على الأقل نتخلص من ذلك النوع من الوزراء الذين لا يختلفون، في الشكل أو في المحتوى، عن الأراكيل العثمانية التي يديرون بها وزاراتهم.

أنت الذي تعلم أن كل شيء مجمد، بتعليمات من الخارج الى أن تخرج. من أجلك أنت… اخرج !

اخترنا لك