بقلم طارق أبو زينب – جسور
الانتصارات النوعيّة التي حقّقتها المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب تجلّت بوضوح في ضرباتها المتلاحقة للإرهابيين التي فضحت الدول التي تدعمهم وترعاهم، والتي أكّدتها تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وتمّت ترجمتها على أرض الواقع من خلال الضربات المتتالية للإرهابيين في السّعودية، جنبًا إلى جنب مع الجهود الفكرية والتنموية لاجتثاث جذور الإرهاب.
انتصارات جمّة
أما على الصعيد الأمني، فقد حقق انتصارات نوعية متتالية في حرب المملكة على الإرهاب، كاستخدام الإجراءات غير التقليدية “الليّنة” والهادفة في محاربة إيدولوجية التطرّف منفذًا “الاستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب”، التي شملت عددًا من البرامج المترابطة بهدف الوقاية و”إعادة التأهيل والنقاهة”، “ومكافحة التطرّف والإرشاد والتوعية والدعم الاجتماعي”، وأسفرت “الاستراتيجيّة السعودية” عن نتائج إيجابية مثمرة جدًا”.
انتقلت المملكة العربية السعوديّة من مرحلة مواجهة الإرهاب إلى مرحلة الأمن “الاستباقي” لمواجهة العمليات الإرهابية بأصعدتها كافّة، تلك الرسائل تحمل دلالات هامة من حيث التوقيت والمضمون، تؤكد فيها المملكة العربية السعودية أن لا مساومة على أمن واستقرار السعودية والمنطقة بأي شكل كان، وأن المملكة ماضية في حربها الناجحة لمحاربة الإرهاب والتي حققت من خلالها انتصارات نوعية.
القضاء على بقايا التطرّف
تأتي تلك الانتصارات إلتزامًا بتعهّد قطعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بشأن “القضاء على بقايا التطرف في القريب العاجل”، وإعادة المملكة العربية السعودية إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان، في المقابل منذ أشهر قليلة نشرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرًا بعنوان “أعمال الإرهاب والاغتيالات الإيرانية في الخارج”، الذي كشف أنّه “بعد 1979، نفّذت إيران أكثر من 360 اغتيالاً ارهابيًا في أكثر من 40 دولة في العالم”.
ووفق التقرير، تستخدم طهران الاغتيالات والقتل “لتوطيد واستمرار حكم الملالي المذهبيّ في إيران.
بالعودة إلى المملكة العربية السعودية نعيد التذكير بالتعهّد والالتزام، الذي وجّهه برسائل حازمة وحاسمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للإرهابيين وداعميهم ورعاتهم، وقال في هذا الصدد “إننا نتوعّد كل من تسوّل له نفسه القيام بعمل إرهابي واستغلال خطابات الكراهية بعقاب رادع ومؤلم وشديد للغاية”.
وفي هذا الصدد حذّر ولي العهد السعودي من خطورة خطاب الكراهية وازدراء الأديان، وشدّد على رفضه الربط بين الإسلام والإرهاب وبين: “أن خطاب الكراهية هو الدافع الرئيسي لتجنيد المتطرفين، وأن ذلك يشمل خطاب الكراهية الذي يستخدم حرية التعبير وحقوق الإنسان كمبرّر”.
عمليّات نوعيّة
ولي العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان يعبر دائمًا بلغة الأرقام عن إنجازات المملكة ورؤيتها، كما يعبّر بالطريقة عينها عن محاربة الإرهاب، وفي هذا الصدد قال: “منذ أول عملية إرهابية عام 1996 وبشكل متزايد حتى عام 2017، يكاد لا يمر عام بدون عملية إرهابية، بل وصل الحال إلى عملية إرهابية في كل ربع عام أو أقل. بين عامي 2012م و2017م وصل هؤلاء الإرهابيون إلى داخل المقرات الأمنية نفسها”، ثم عرج إلى نقل التحول في محاربة الإرهاب بعد التعهّد الذي قطعه بالقضاء على الإرهاب، قائلا: “منذ منتصف عام 2017، وبعد إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإصلاح القطاع الأمني، انخفض عدد العمليات الإرهابية في السعودية حتى اليوم، إلى ما يقارب الـ “صفر” عملية إرهابية ناجحة باستثناء محاولات فردية معدودة، لم تحقق أهدافها البغيضة. فعملنا اليوم أصبح استباقيً، وأردف: “سنستمر في الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا”.
وفي هذا الصدد أيضًا، بادرت المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب دوليًا، وشكّلت التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومقرّه الرياض و الذي أُعلن تشكيله في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015م من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هو أول تحالف دولي يقوده العالم الإسلامي.
تنسيق الجهود
ويهدف التحالف، الذي يضم 42 دولة، إلى تنسيق وتوحيد الجهود والعمل على 4 محاور رئيسيّة، “في المجال الفكري والإعلامي، ومحاربة تمويل الارهاب، وفي المجال العسكري، لمحاربة والقضاء على جميع أشكال الإرهاب والتطرف والتكامل مع جهود دولية أخرى في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين، كما يعمل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على بناء قاعدة معلومات حول برامج محاربة الإرهاب وأفضل الممارسات التي تتبناها الدول الأعضاء والمنظمات الدولية.
التحالف الإسلامي يتمتّع بفريق عمل ذو خبرة قيادية محترفة، يرأسه اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي الأمين العام لمركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب- المكلف، وله مسيرة حافلة بالنجاح في الخدمة العسكرية منذ سنوات طويلة. المملكة العربية السعودية تقوم بالدور الكبير للحفاظ على أمنها واستقرارها، وتعقبها الدائم والمستمر لإرهابيين داخل المملكة وخارجها.
محاربة التطرّف
وفي هذا الصدد اعتبر الدكتور عبد العزيز طارقجي رئيس المرصد الدولي لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في الأرجنتين والباحث في الانتهاكات الدولية لحقوق الانسان أن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” أوفى بوعده، وصدق بقوله ويحارب التطرّف والإرهاب وسلك طريق حماية السعودية والأمة العربية والاسلامية، ونجحت السعودية بمد جسور الثقة مع عدد كبير من دول العالم لتقديم المساعدة والتصدي لخطر الإرهاب والجريمة المنظمة، وهذا يسجل انتصارًا للمملكة العربية السعودية وحكومتها التي قدّمت مساعدة وخبرات كبيرة في محاربة الارهاب في بعض دول العالم.
وأضاف الدكتور عبد العزيز طارقجي، بعض الإعلام الغربي والعربي أصحاب أجندة سياسية وأهداف معروفة، إستهدفوا بشكل ممنهج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مدار السنوات علمًا بأن الأمير محمد بن سلمان يكافح الإرهاب نيابة عن الدول الغربية الكبرى.
قرارات جريئة
ورغم حملات التشكيك السياسية التي واجهتها السعودية، واستهداف ولي العهد الامير محمد بن سلمان، لم تتردّد القيادة السعودية في أخذ القررات والإجراءات الحاسمة والشجاعة، بمحاربة الفساد والإرهاب والعمل على المبادرات التنموية والمضي بتحقيق رؤية 2030 ولم يخضع ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” لأي ابتزاز امريكي -دولي، تركي – عربي، بل استطاعت الرياض إحباط جميع المؤامرات لتؤكد المملكة وقوفها بالمرصاد لأي خطر داخلي أو خارجى يهددها أو يهدد أمنها أو الأمن القومي العربي والاسلامي .
من جهتها اعتبرت الناشطة السياسية “كيندا الخطيب” والمراقبة للأمن الوطني الخليجي والقدرات العسكرية والتقنية، أنه مع بدء مسيرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تغيّرت معادلة الهجوم الارهابي على المملكة العربية السعودية سياسيًا وعسكريًا.
إفشال المخطّطات الإرهابيّة
فخلال 5 سنوات، حدثت تحوّلات كبيرة على صعيد مكافحة الإرهاب عسكريًا وإيديولوجيا وإلكترونيًا، ضمن استراتيجية متكاملة لمحاربة الإرهاب، حيث انتقلت السعودية من مرحلة التحقيق في العمل الارهابي والجريمة، إلى الأمن الاستباقي للعمليات الإرهابية وإفشال مخططها، حيث كان آخرها انجازًا ممثلا في رئاسة أمن الدولة، بتصنيف كيانات وأفراد لارتباطهم بأنشطة داعمة لميليشيا “الحوثي” الإرهابية، المدعومة من إيران كعملية استباقية، تزامنت مع القضاء على مخاطر أمنية لن يتذكر مآسيها وأدق تفاصيلها إلا أهالي السعودية، التي تمّت مواجهتها و”سحقها“ بالمعنى الحرفي الدقيق، بالإضافة الى انجازات “افشال” المخططات الارهابية ومكافحتها، أبرزها في 7 أبريل/نيسان 2019 حين نفذ الأمن السعودي عملية استباقية في القطيف تم خلالها رصد 4 عناصر من المطلوبين أمنيًا، في طريق (أبوحدرية)، خطّطوا لتنفيذ عمل إرهابي، وأسفرت العملية عن مقتل اثنين من المطلوبين أمنيًا، كما تمّ القبض على المطلوبين الآخرين، وفي 22 ابريل/نيسان 2019 ألقت السلطات الأمنية القبض على 13 شخصًا خططوا لتنفيذ هجمات إرهابية، وجاء ذلك بعد ساعات من إحباط قوات الأمن السعودية عملا إرهابيًا استهدف نقطة أمنية بمحافظة الزلفي، وقتل 4 إرهابيين، وفي 11 مايو/أيار 2019، أعلنت رئاسة أمن الدولة القضاء على خلية إرهابية من 8 عناصر بمحافظة القطيف تم تشكيلها حديثًا تخطط للقيام بعمليات إرهابية تستهدف منشآت حيوية ومواقع أمنية.
نجاح سعوديّ
أضافت الناشطة “كيندا الخطيب” ”نجحت القوات الأمنيّة السعودية في تنفيذ عملية أمنية استباقية استهدفت وكرًا للإرهابيين في القطيف، أسفرت عن إحباط مخطط إجرامي والقضاء على 6 إرهابيين والقبض على أحدهم، كما تمّ إحباط هجمات كانت تستهدف رجال أمن ومنشآت حيوية، وتفكيك خلايا وتنظيمات إرهابية، بجانب إحباط هجمات إلكترونية منظّمة على جهات حكومية ومنشآت حيوية، بالإضافة إلى العديد من العمليات التي سيبقى الشّعب السّعودي يتذكّر تفاصيل نجاح “إفشالها”.
وعلى الصّعيد الدولي اعترف البنتاغون الأمريكي بتقرير بتاريخ 11/2/2021 بأن السّعودية عمود أساسي في بنية الأمن الإقليمي وهي شريكة في مواجهة الإرهاب. بل نجحت أيضًا بالأمن “الاستباقي” في قانون الجرائم المعلوماتية والتصدى للارهاب الإلكتروني.
توجّهات واضحة
وهذا ما حدّ بشكل واضح من تكاثر الخلايا الالكترونية ذات التوجّهات الواضحة. بل تمّت أيضًا مكافحة الإرهاب أمنيًا، الكترونيًا وايديولوجيا إلى مواجهة مصادر تمويل الارهاب عبر المخدرات والتهريب، ليخرج تصنيف الأمم المتحدة: السعودية أكبر دولة في العالم تضبط عمليات تهريب الإنفيتامين المخدّر.